حملة تطالب بالتحرك لمنع طرد اللاجئين السوريين من المخيمات اللبنانية

يوماً بعد يوم تزداد معاناة اللاجئين السوريين المتواجدين في مخيمات اللجوء في لبنان، والذين هربوا من ويلات الحرب الدائرة في بلادهم، بحثاً عن الأمن والأمان ليواجهوا بمشاكل عدة وانتهاكات يومية ترتكب بحقهم، من اعتقالات عشوائية بحجة عدم تملكهم للأوراق الثبوتية، إلى طرد من أماكن اقامتهم نتيجة عدم قدرتهم على دفع رسوم ايجار الأرض التي أقاموا خيامهم عليها، وفق ما أكدته منظمة لاجئون بلا حدود عبر صفحتها الرسمية على الفيسبوك.

وقال الناشط السياسي “محمد القصاب” في حديثه لراديو الكل: “إنه تم اخلاء إحدى مخيمات اللاجئين السوريين والواقع على أحد الأراضي في بلدة المنيارة شمال لبنان، وذلك بعد أن قام الجيش اللبناني بتنفيذ ذلك بناء على بلاغ قانوني من صاحب الأرض.

وأضاف “القصاب” أن عملية اجلاء نحو 50 خيمة من تلك البلدة، جاء أيضاً بعد عجز قاطني المخيم عن دفع الايجارات التي تتراوح ما بين الـ 50 ألف ليرة لبنانية إلى 100 ألف ليرة حسب الأرض وحسب الشخص المؤجر.

ووفقاً للقصاب، فإن الأهالي اليوم ليس لهم وجهة يقصدونها في ظل عدم تدخل المفوضية الخاصة بشؤون اللاجئين بهذا الأمر.

ولدى سؤالنا عن ضرورة اعطاء مهلة لهؤلاء اللاجئين قبل طردهم ريثما يتم تدبر أمورهم من قبل بعض الجهات قال “القصاب”: إنه ومنذ عدة أشهر تلقى اللاجئون إنذارات لإخلاء الأرض لكنهم لم يجدوا قطعة أرض ثانية ما دفع صاحب الأرض للاستعانة بالجيش اللبناني لاجلائهم.

ولا يختلف الحال بالنسبة للاجئين المتواجدين في مخيمات عرسال، حيث المعاناة الكبرى بدأت تثقل كاهل اللاجئين، بالنسبة لدفع أجور الخيام لأصحاب الأراضي، بعد تنصل كثير من الجمعيات من دفع المبالغ المطلوبة، وسط الصيحات التي تتعالى مطالبة بإنقاذ اللاجئين خوفا من الطرد، ما دفع بهم لإطلاق نداء تحت عنوان “أبقني في خيمتي”.

وناشد” القصاب” أصحاب الأراضي في لبنان النظر بعين العطف بحق اللاجئين السوريين، وسط الصمت الأممي على ما يتعرض له الأهالي في مخيمات عرسال، بعد أن تلقوا الانذارات بضرورة دفع الايجار.

وتحدثت المصادر ذاتها لراديو الكل، عن تراجع كبير في عمل الجمعيات الخيرية والمنظمات وعدم دعمها لقاطني مخيمات عرسال، بالتزامن مع غياب أي دور لمفوضية شؤون اللاجئين، اضافة لمشكلة تنصل الجمعيات من دفع اجور الاراضي والخيم ما زاد من حجم المعاناة.

ويبقى اللاجئون السوريون في مخيمات لبنان بين “فكي كماشة”، وبين واقعين أحلاهما مر فلاهم قادرون على العودة لديارهم بسبب الحرب هناك، ولا البقاء في لبنان التي تحولت لأشبه بسجن كبير، تمارس فيه بحقهم الكثير من الانتهاكات التعسفية وسط صمت العالم أجمع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى