نازحو ريف حماه الجنوبي يطالبون مجالس ريف حمص بعدالة توزيع المساعدات

أوضاع انسانية غاية في السوء يعيشها نازحو قرية حر بنفسه بريف حماه الجنوبي، بعد أن تركوا ديارهم متجهين نحو قرى وبلدات الحولة وتلبيسة والرستن بريف حمص الشمالي، هرباً من قصف قوات النظام التي تحاول السيطرة على ريف حماة الجنوبي.

وفي استطلاع رأي أجراه راديو الكل مع بعض نازحي بلدة حر بنفسه، أشاروا إلى الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشونها في مناطق ريف حمص الشمالي، وفي البراري التي أقاموا فيها خيّام من مواد أولية.

ولفتوا أنهم يعانون من عدم الإهتمام من قبل الهيئات والمنظمات الإغاثية التي لم تقدم المياه أو الخبز أو الخيّام، ما اضطر لبيع أغراض المنازل لتأمين قوت العيش اليومي، وأطلقوا مناشدات لتأمين الغذاء للأهالي الذين بحاجة لأمس المساعدات.

قرابة 6 آلاف نسمة من النازحين بعضهم يعيش بين الأراضي الزراعية وفي البراري، وضمن خيّام لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء، ويفتقرون لأبسط مقومات الحياة اليومية.

ولم يقتصر الحال فقط على نقص الماء والطحين، بل امتد الأمر ليطال المواد الطبية، وسط نقص في الأدوية والحاجة الملحة لتوافر الطبابة لمعالجة الكثير من الإصابات الخطرة بين النازحين.

وقال أحد النازحين أن النظام منع الأهالي من حصد المحاصيل وإخراج “المونة” السنوية ما حرمهم من تأمين لقمة العيش وسط شح كبير في المواد الإغاثية، لافتاً إلى الاضطرار للسير على الأقدام مسافات بعيدة بغية تأمين المياه التي باتت تشكل معضلة أساسية.

مئات الأسر هربت من القصف والانتهاكات التي طالت قرى الريف الجنوبي لحماه، باتوا اليوم بأمس الحاجة للمساعدات في ظل الشكاوى من غلاء أسعار المواد الأساسية وقلة الدخل، حيث أفاد أحد المواطنين ببلوغ سعر كيلو الطحين 200 ليرة، والسكر 400، وربطة الخبز 300، وصهريج المياه الواحد 2500 ليرة سورية.

وتمتاز قرية حر بنفسه وغيرها من قرى الريف الجنوبي لحماه، أنها ممر ومعبر لتهريب المواد الغذائية للريف الشمالي لحمص، لذلك تسعى قوات النظام لإطباق الحصار عليها.

منذ 3 أشهر قسم كبير من هؤلاء النازحين اتخذ من مدينة الحولة الآمنة نوعاً ما وجهة له، حيث استقبل أهالي الحولة من لجأ إليهم طلباً للمأوى، وعملت المجالس المحلية والمنظمات على تقديم المعونات لهم، لكن وعلى الرغم من توزيع المساعدات القليلة إلا أن كثير من النازحين لم يصلهم سوى الجزء اليسير بسبب بعض المحسوبيات في طريق التوزيع وفقاً لما أفاد به مراسل راديو الكل في حماه “أحمد المحمد”، ما شكل عبئاً ثقيلا على كاهلهم الأمر الذي زاد أيضاً من معاناتهم.

ويشتكي النازحون من طريقة التوزيع بالنسبة للمعونات، وعدم تمكنهم من الحصول على المساعدات المخصصة لهم، الأمر الذي دفع بهم لاتهام الجهات القائمة على هذا الأمر بالفساد وعدم التوزيع العادل.

فيما يطالب نشطاء من أهل المنطقة بضرورة إيجاد حلول مناسبة عن طريق تقسيم الكميات، وتوزيعها على كافة التجمعات والقرى والمناطق المطلوبة، وتفادي النقص الحاصل وتجاوز المحسوبيات ليستفيد أكبر قدر من النازحين.

الجدير بالذكر أنه ومنذ اغلاق قوات النظام لطرق التهريب التي كانت تدخل المواد عبرها من قرى ريف حماة الجنوبي، حيث تم اغلاق طريق تل عمري وطريق حربنفسة، أدى إلى تخوف المدنيين في تلك المناطق المحاصرة من كارثة إنسانية نتيجة لفقدان المواد الرئيسية.

زر الذهاب إلى الأعلى