
حلب تستحوذ على اهتمام رواد التواصل الاجتماعي بأكثر من 13 ألف تغريدة خلال الساعات الماضية
طغت الأحداث الأخيرة في مدينة حلب على اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم، في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها المدينة، حيث تصدّر وسم #حلب قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولاً، وحصد أكثر من ثلاثة عشر ألف تغريدة على مدار الساعات الأخيرة الماضية.
وطالب مغردون المجتمع الدولي بالتدخل لوقف القصف المتواصل على المدينة، منتقدين الصمت العالمي أمام جرائم الأسد في حلب الصامدة كما وصفتها الإعلامية “آلاء زعتر”، والتي أسفت أن المدينة تئن وسط عالم أخسرته سفالته وانعدام إنسانيته”، فيما أكدت الصحفية “رجوى الملوحي” أن حلب ستصمد ما بقيت همم أهلها مشحونة، والصفوف متراصة في وجه أعتى أعداء هذه الأرض، “حلب تأبى الحصار وستنتصر” كما تقول “الملوحي”.
المدون “يمان دابقي” اعتبر أن خسارة النظام الأخيرة في معامل الدفاع بحلب؛ دفعته للانتقام من الأحياء المكتظة بالسكان بكل ما أوتي من أسلحة وبطش وإجرام، داعياً الله تعالى أن يستودع أهلنا في حلب، فيما قال الصحفي “عمار الحاج”: “جزى الله من تخلى وتاجر وباع حلب سوء الجزاء، فأولئك هم من حاصروها في البداية وزجوا زهرة شبابها في صراعات لا طائل منها، فك الله كربها وردها و سائر أخواتها إلينا على خير”.
وفي سياق ذي صلة؛ أطلق ناشطون مبادرتين لإنقاذ حلب من الحصار المفروض عليها من قبل قوات النظام منذ نحو اثني عشر يوماً، عقب تقدم النظام وميليشاته إلى نقاط استراتيجية في منطقة الملاح المتاخمة لطريق الكاستيلو الحيوي.
الحملة الأولى حملت اسم “صرخة أهالي حلب”، دعا فيها الناشطون فصائل مدينة حلب وجيش الفتح إلى الاندماج لإنقاذ المدينة المحاصرة، وذلك عبر بيان تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لافتين إلى ضرورة قطع الطريق أمام النظام لشن هجمات أخرى من شأنها السيطرة على طريق الكاستيلو بشكل كامل.
أما المبادرة الثانية فكانت “درب حلب”، والتي أطلقها الناشطون بهدف دعم المدينة وتعزيز صمود أهلها والمقاتلين فيها، انطلاقاً لما اعتبروه منعطفاً خطيراً يهدد بقاء المدينة ووجودها، في وقت أكد القائمون على كلا المبادرتين أنهم لا يتبعون لأي جهة عسكرية أو سياسية أو خيرية، مؤكدين على استقلالهم وهدفهم الأول والأخير بدعم حلب.
جدير بالذكر أن حلب سبق وجذبت مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي قبل نحو شهرين، وذلك عبر حملة دعت لمقاطعة موقع فيسبوك وإغلاق الحسابات عليه لمدة أربع وعشرين ساعة احتجاجاً على سياسة الصمت التي يتبعها الموقع إزاء الأحداث الدموية في المدينة.
وعمد الناشطون إلى كتابة تعليقات على صورة المدير التنفيذي لفيسبوك “مارك زوكربيرغ” التي نشرها تعاطفاً مع ضحايا تفجيرات باريس آنذاك، أعربوا من خلالها على سياسة “الكيل بمكيالين” التي تتبعها إدارة الفيسبوك، داعين إياها إلى المساواة في النظر إلى الجرائم والانتهاكات التي ترتكب ضد المدنيين في كل أنحاء العالم.
إلا أنه ورغم اللون الأحمر الذي طغى على صفحات وصور رواد مواقع التواصل الاجتماعي؛ ورغم تصدر وسم “حلب تحترق” قائمة الأكثر تداولاً عالمياً بأكثر من سبعمئة ألف تغريدة؛ إلا أنه لا حياة لمن تنادي، إذ لم تلق كل هذه الضجة التي أثارتها أحداث حلب آذاناً صاغية، وهو ما دفع بالناشطين يومها لإطلاق وسم: “لك الله يا سوريا”، أما حلب فستصمد رغم كل جنون هذا العالم، وستبقى كما وصفها المتنبي يوماً: “كلما رحبت بنا الروض قلنا حلب قصدنا وأنت السبيل”.