
مخاوف من اغلاق بقية معامل الأدوية في حلب بعد انقطاع طريق الكاستيلو
راديو الكل – خاص
قبل اندلاع الثورة كانت الصناعات الدوائية السورية تغطي 90% من حاجة السوق السورية، ولكن بعد قصف المعامل واشتداد المعارك بين أطراف كثيرة في حلب، صارت سوريا تستورد أكثر من 90% من الدواء، وتؤمن الباقي إما تهريباً وخاصة من المناطق المحررة المفتوحة على الحدود أو استيراداً من المعابر الحدودية.
وتلقت معامل حلب حصراً نصيبها الأكبر من كارثة القصف، وخاصة أنها تحتضن نحو نصف المعامل، وآخر الأخبار عنها هو اغلاق ستة معامل أدوية في عدة مناطق متوزعة على أرياف حلب المحررة وخاصة الغربية منها، وذلك بعد احتدام المشهد الأمني على طريق الكاستيلو والذي أدى إلى اغلاقه.
وبيّن مراسلنا أن مستودعات الأدوية المتوقفة هي (البستاني، حلب، صفية، الويسي، نسمة حياة، النور)، فيما لازال هناك معملان قيد التشغيل وهما (الريان وتمكين).
فيما تتحدث عينة من أبناء مدينة حلب ممن استطلع راديو الكل آرائهم أن الدواء هو في خطر في حال استمر انقطاع طريق الكاستيلو، حيث أشاروا إلى أن الوضع الطبي في المدينة يعاني من نقص المواد الطبية الأولية تحديداً الإسعافية منها، وسط شح المطهرات والسيرومات والمواد الجراحية، فيما لفتوا إلى افتقاد أدوية الأمراض المزمنة كالسكري.
بدوره أفاد مدير صحة حلب الحرة الدكتور “عبد الباسط الإبراهيم” لراديو الكل، باستمرار عمل مستودع الأدوية الخاص بصحة حلب على الرغم من تعرضه للقصف ما خلّف أضرار مادية فقط.
وأضاف “الإبراهيم” بأنه ومنذ حملة النظام العنيفة على حلب وريفها، تضررت القدرة العملياتية الخاصة بالقطاع الصحي بنسبة 50%، لكن بفضل جهود كافة المنظمات والمديريات تم تفعيل منظومات الإسعاف فيما خرج عدد منها عن الخدمة.
كما تسببت غارات طيران روسيا والنظام بخروج مقر منظومة الاسعاف في ريف حلب الغربي عن العمل، ما أدى إلى تضرر كبير بالمقر وخروج 7 سيارات إسعاف من أصل 10 عن الخدمة حسب مدير صحة حلب، مضيفاً أن مخاطر خروج المنظومات يعيق النقل السليم للجرحى من مكان الإصابة إلى المشافي الميدانية أو من المشافي الميدانية إلى المشافي الحدودية، منوهاً أن استمرار الاستهداف سيؤدي إلى فقدان الكوادر الطبية.
وفي وقت حذّر فيه مراسلنا من أن إغلاق معامل الأدوية في الريف الغربي من شأنه أن يتسبب وبشكل أتوماتيكي بإغلاق الصيدليات، والتحكم بأسعار الأدوية، فإن مدير الصحة “عبد الباسط الإبراهيم” يؤكد بأن الأمر ليس بهذه الخطورة فالصيدليات لازالت تؤمن الأدوية بنسبة مقبولة لكون بعض المعامل الخاصة لازالت تعمل بنسبة محدودة.
من جهته قال الطبيب “فادي الحكيم” من المكتب الصحي في مجلس محافظة حلب: “نعاني من مشكلة استهداف منظومات الإسعاف في حلب وريفها، حيث خرجت مؤخراً منظومة الريف الغربي عن الخدمة”.
وأضاف “الحكيم” لراديو الكل، أن القصف المركز على مشافي حلب المدينة أدى إلى خروج عدد من سيارات الإسعاف عن الخدمة، لافتاً إلى تسجيل عدة وفيات بسبب انقطاع طريق الكاستيلو وتعذر نقل المصابين نحو المشافي التركية.
وعن وضع الحالة الدوائية، أشار الطبيب إلى نقص بعض الأصناف من الزمر الدوائية تحديداً الأمراض المزمنة على الرغم من استمرار عمل بعض المعامل، مضيفاً أن المشكلة الثانية التي يعاني منها قطاع الأدوية انخفاض القوة الشرائية بشكل مرعب حيث باتت نسبة كبيرة من المرضى تعتمد على الأدوية المقدمة مجاناً فقط.
ولفت في معرض حديثه إلى محاولات مديريات الصحة الحرة لضبط أسعار الأدوية بين المعامل والصيدليات، لكن أدوات الإدارة عند السلطات الثورية بسيطة وغير قادرة على تنفيذ العملية بشكل كامل.
وأوضح على اكتظاظ أقسام العناية المشددة والأجنحة في المشافي بأعداد كبيرة من الجرحى والمصابين، فيما يتم إرسال بعض المرضى إلى منازلهم بعد القيام بالإجراءات الطبية بسبب عدم وجود أماكن لاستقبالهم بالمشافي، واصفاً الحالة الطبية العامة بحلب بـ “الكارثية”.
وبيّن “الحكيم” في ختام حديثه على عودة أطباء إلى مدينة حلب بعد انقطاع طريق الكاستيلو سيراً على الأقدام، مشدداً أن القطاع الطبي بحلب سيبقى يعمل على الرغم من الإمكانيات المحدودة.