
“الحمى التيفية” تجتاح الجنوب السوري المحرر.. والسبب المياه الملوثة
ارتفعت أرقام المصابين بحالات الحمى التيفية والإسهال في الجنوب السوري المحرر، نتيجة شرب المياه وتناول الخضار الملوثة، فبعد قيام نظام الأسد بقطع المياه عن المناطق المحررة لجأ الاهالي إلى الأبار لسد احتياجاتهم، على الرغم من أن معظم هذه الآبار سطحية ومياهها طينية غير قابلة للشرب، ولكن التلوث لم يقتصر عند الآبار السطحية و تعداه للإرتوازية منها لعدم مراعاة وجود خطوط الصرف الصحي التي تلوث هذه الآبار بشكل أو بآخر.
وأفاد “أبو عمر الجولاني” حسب مراسل وكالة قاسيون في القنيطرة، ببلوغ عدد الحالات المصابة بالحمى التيفية في القنيطرة شهرياً ما بين (600 و900)، حيث يصل يومياً إلى المراكز الصحية من 6 إلى 10 حالات.
وأضاف “الجولاني” لراديو الكل، بأن العلاج متوافر في المنطقة لكن بكميات ليست كثيرة وتباع في الصيدليات بأسعار باهظة تفوق قدرة المواطنين الشرائية.
وعزا “الجولاني” العدد الكبير من الحالات إلى الآبار السطحية وتلوث المياه والخضار، مشيراً إلى اتساخ الصهاريج التي تنقل المياه بشكل عام وإن كانت مسحوبة من أبار ارتوازية، لافتاً إلى بلوغ سعر الصهريج الواحد حوالي ألفي ليرة سورية.
بدوره قال الناشط الإعلامي “أحمد المسالمة”: “في الآونة الأخيرة شهدت أرياف درعا والقنطيرة حالات إسهالية كثيرة تبين أنها ناجمة عن تناول الأطعمة غير موضوعة في حافظات إلى جانب مشكلة المياه التي تصل إلى الأهالي عبر صهاريج وخزانات غير معقمة”.
ولفت “المسالمة” لراديو الكل، إلى أن عدم تبريد المواد الغذائية والألبان والحليب نتيجة انقطاع التيار الكهربائي أدى إلى تعرضها للجراثيم، حيث انتشرت معظم الحالات في مخيمات ريفي درعا والقنيطرة، فيما تم تسجيل أكثر من 80 حالة إسهال في بلدة سحم الجولان نتيجة شرب المياه الملوثة منذ عدة أيام.
وأشار إلى أن المحلس المحلي في درعا والقنيطرة حاولا تأمين مواد لتنقية المواد مثل “حبات الكلور”، حيث تم التوزيع لبعض المناطق فيما لم تحصل مناطق آخرى على حصتها من التوزيع، لافتاً إلى جهل الأهالي في التعامل مع استخدام الحبات، حيث يتوجب وضعها أثناء تعبئة كل خزان.
وأكد “المسالمة” أن عمل المجالس المحلية والقائمين على العمل المدني ومياه الشرب بالتعاون من الأطباء والمشافي، ساهم بشكل كبير في تفادي مخاطر الأمراض في ظل ارتفاع درجات الحرارة، موضحاً معاناة المشافي من نقص الكوادر الطبية وعدم توافر المستلزمات بسبب عدم وجود طرق لتوصيلها لأغلب المشافي، ما جعلها غير قادرة على استقبال الحالات.
والحمى التيفية مرض وبائي تسببه جرثومة “السلمونيلا” التيفية وتصيب الأعمار المختلفة، وتنتقل بشكل رئيسي عن طريق المياه والطعام تحديداً الخضراوات الملوّثين بالفضلات، حسبما أفاد به الطبيب الجراح “أبو محمود”.
وأضاف “أبو محمود” بأن الأعراض تتراوح بين الخفيفة والشديدة في حين يكون الأطفال وكبار السن الأكثر عرضة بالإصابة، وتتمثل أعراضها بارتفاع درجات الحرارة وآلام بطنية ومفصلية وإسهالات، وقد تترافق الأعراض بإقياءات وصداع.
وختم الدكتور حديثه عن طرق الوقاية من هذا المرض، ولخصها بالنظافة وتعقيم الخضراوات وسقاية المزروعات بالمياه الصالحة لذلك، في حين يتوجب على المصاب تناول المضادات الحيوية.