
158 ألف طفل سوري فقط يتلقون تعليمهم في لبنان من أصل 500 ألف
أصدرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” تقريرها الجديد بعنوان: “يكبرون بلا تعليم.. حواجز تعليم الأطفال السوريين اللاجئين في لبنان” عرضت فيه الصعوبات التي تحول دون التحاق الأطفال السوريين بالمدارس.
وأشار مدير مكتب “هيومن رايتس ووتش” في بيروت “نديم خوري” إلى وجود خمسمئة ألف طفل سوري لاجئ مسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تترواح أعمارهم بين ثلاثة إلى ثمانية عشر سنة، فيما يبلغ عدد الأطفال السوريين المسجلين في المدارس للعام الدراسي ألفين وخمسة عشر، ألفين وستة عشر أكثر نحو مئة وثمانية وخمسين ألف طفل، كما ويوجد عدد غير معلوم من الأطفال خارج المدارس من ضمن الأربعمئة ألف سوري غير المسجلين في بيانات المفوضية.
وتحدث الباحث في “هيومن رايتس ووتش” عن العقبات التي حالت دون تعليم هؤلاء الأطفال، وفي مقدمتها المنهج التعليمي اللبناني الذي يستخدم اللغتين الفرنسية والإنكليزية، وهما لغتان لا يفهمهما إلا القليل من اللاجئين السوريين، فضلاً عن الوضع الاقتصادي المتردي وصعوبات أخرى.
وفي هذا الصدد أشار عضو اللجنة التربوية في عرسال “خالد رعد” ومدير مدرسة بناة المستقبل، إلى وجود عدة أسباب وراء تسرب الأطفال السوريين من المدارس في لبنان، تتمثل بالأوراق الثبوتية والعائق المادي ما دفع الأطفال للعمل لمساعدة عوائلهم.
ولفت “رعد” في حوار مع راديو الكل، إلى وجود حوالي 8 آلاف طالب في 7 مدارس تم افتتاحها في منطقة عرسال وحدها، حيث تتمثل الصعوبة هناك بمشكلة النقل نظراً لكون المنطقة جبلية، إذ يكون مبلغ 10 دولار عن كل طالب شهرياً مبلغ ضخم بالنسبة للأهالي في ظل فقدان المادة، وسط توجيه عدة مناشدات لتأمين الدعم بخصوص النقل لكن دون جدوى.
وأوضح على تقديم نحو 430 طالباً حالياً امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية في منطقة عرسال بالتنسيق مع مكتب التربية في لبنان ووزارة التربية في الحكومة السورية المؤقتة، منوهاً أن الإئتلاف والحكومة لم يقدما أي دعم في مجال التعليم.
شهادات الحكومة المؤقتة غير المعترف بها دولياً؛ دفعت الطلاب السوريين إلى حافة اليأس من جدوى إكمال دراستهم، وهو ما دفعهم إلى سوق العمل لتأمين لقمة العيش هرباً من مستقبل مجهول ينتظرهم.
وأفاد “رعد” إلى عزوف الطلاب عن التعليم نظراً لغياب المستقبل فيما يكون السفر إلى تركيا لإستكمال التعليم أمر شاق في ظل ارتفاع أجور النقل وكذلك الفيزا المفروضة من قبل تركيا، ما دفع الطلاب للعمل في البيع على البسطات أو العمل في المناشر الحجرية بأجور زهيدة لا تكاد تكفي سعر ربطة خبز واحدة.