جرحى درعا يموتون في انتظار دخولهم للأردن من معبر “تل شهاب”

راديو الكل ـ خاص  

بعد نحو عامين من اندلاع الثورة السورية، أغلقت السلطات الأردنية أعوام معبر تل شهاب على الحدود السورية الأردنية، وهو الذي يربط المناطق المحررة بالأردن، وبقي معبر نصيب مفتوحاً، لكنه هو الآخر أغلق العام الماضي بسبب اشتداد المعارك، لتعلن الأردن اقفال حدودها مع سوريا بالشمع الأحمر.

وبقي للجرحى وشاحنات الأدوية استثناءات، فهي كانت تدخل عبر معبر تل شهاب، ولكن تفجيراً استهدف نقطة حرس الحدود الأردنيين في منطقة الرقبان مؤخراً وقُتل على إثره ستة جنود أردنيون، دفع السلطات الأردنية لاغلاق المعبر بشكل كامل الشهر الماضي حتى أمام شحنات الأدوية قبل أن تعاود افتتاحه مرة جديدة، وسمحت مجدداً بدخول الجرحى لكل بحالات قليلة جداً، وبمعدل حالة واحد من بين كل 50 حالة، وبعد انتظار طويل وسوء في المعاملة. مادفع وجهاء درعا لاطلاق مناشدات لافتتاح هذا المعبر حسب الناشط الإعلامي محمد المذيب.

وبيّن المذيب أن “الكثير من الجرحى قضوا موتاً بسبب الانتظار ساعات طويلة بين الحصول على موافقة الدخول وأخرى للوصول إلى المشفى، ومن هؤلاء قائد أحد الألوية المدعو “راكان الطلحة” بعد رفض العناصر التابعين للحرس الحدودي الأردني الدخول إدخاله”.

ودفع سوء حال الجرحى بمنظمة أطباء بلا حدود للمطالبة بإجلاء الجرحى السوريين العالقين في المناطق العسكرية المغلقة على الحدود السورية- الأردنية، إلى الأراضي الأردنية لتلقي العلاج.

كما دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر المجتمع الدولي، إلى التعجل في تلبية احتياجات عشرات آلاف العالقين بين الأردن وسوريا

ويزيد من التداعيات السلبية لاغلاق معبر تل شهاب ضعف المنظومة الطبية في مشافي درعا من معدات وأجهزة وخاصة الطبقي المحوري والرنين المغناطيسي حيث لا يوجد منه سوى جهاز واحد في منطقة الشجرة الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش منذ نحو عام ونصف، ويتزامن ذلك مع هجرة الكادر الطبي وبالتالي افتقاد المحافظة للكثير من الاختصاصات الطبية العظمية والعصبية والعينية حسب المذيب، إذ لا يوجد سوى طبيب واحد في مشفى نوى وهو مختص بالعظمية. في حين تدخل الأدوية عن طريق المنظمات الدولية من معبر تل شهاب، وتغطي 90% من حاجة المشافي، ولو أن هناك أدوية لا يسمح بتمريرها مثل أدوية الأمراض العصبية وتلك المرتفعة الثمن والأجهزة الطبية الخفيفة والثقيلة.

وأشار المذيب إلى خطورة اغلاق هذا المعبر، حيث لم يعد من منفذ لأهالي درعا نحو الخارج من الجنوب سوى الرويشد، ولكنه يقع تحت سيطرة اللجان الشعبية في السويداء، ويتعرض من يعبره لخطر الاعتقال وخاصة إن كان من سكان المناطق المحررة.

إذن بالخلاصة، سورية تحاصرت من كافة حدودها البرية، وباتت موافقات الدخول والخروج للجرحى سواء جنوباً أو شمالاً مرهونة بإجراءات روتينية طويلة عريضة قد تودي بالجريح أو المصاب إلى نهايته…  ولا سيما أن الموافقات المتأخرة لا تجدي أمام الكثير من الحالات الاسعافية والطارئة…

زر الذهاب إلى الأعلى