حلب تحضر بقوة في مواقع التواصل الاجتماعي وتحظى باهتمام شخصيات عربية بارزة

نيفين الدالاتي/راديو الكل

حلب التي تتصدر عناونين أخبار المشهد الميداني؛ كانت حاضرة بقوة أيضاً في مواقع التواصل الاجتماعي، بعدة وسوم أطلقها ناشطون دعماً لمعركة فك الحصار عن المدينة، من بينها وسم #حلب_تنتصر، و#الغضب_لحلب، و#ملحمة_حلب_الكبرى، الأكثر تداولاً عبر تويتر.

آلاف المدونين والناشطين غردوا تحت وسم “ملحمة حلب الكبرى”، من بينهم شخصيات سياسية كان في مقدمتها رئيس الوزارء اللبناني الأسبق سعد الحريري، الذي قال عبر حسابه الشخصي على تويتر بأن “حلب لن تسقط في أيادي المرتزقة! أبطالها.. أطفالها.. ملحمة حلب الكبرى”، فيما رّحب الإعلامي اللبناني جيري ماهر بإطلاق المعركة ودور الأطفال فيها من خلال كتيبة إحراق الإطارات كتب يقول:

“من أوروبا هنا حلب… هنا أطفال لم ينتظروا اجتماعاً لمجلس الامن أو الناتو، وأعلنوا حظراً جوياً فوق حلب”، ويتابع الدكتور أحمد موفق زيدان حول نفس فكرة مشاركة الأطفال بمعركة حلب بقوله: “ذكاء ثوار ملحمة حلب الكبرى يكمن بشتغيل الكل، النساء بالمظاهرات، والأطفال كقوة دفاع جوي بحرق الإطارات، والمآذن للآذان…  لتثبت أنها معركة أمة”.

الإعلامي السعودي البارز جمال خاشقجي رأى بأن هذه الأمة باقية ما بقيت الدنيا، وعبّر عن ذلك بقوله: “قبل أسبوع اعتقدنا أننا خسرنا حلب، قبل شهر اعتقدنا أننا خسرنا تركيا، قبل عامين اعتقدنا أننا خسرنا اليمن، هذه الأمة تمرض ولكن لن تموت”.

علماء دين عرب وخليجيون هللوا للمعركة عبر حساباتهم، مؤكدين وقوفهم إلى جانب الثوار  لفك الحصار عن حلب، من بينهم محمد البراك، ومحمد العريفي، وعائض القرني، والدكتور حامد الخليفة الذي رأى بأن كل مدينة سورية تحتاج إلى غضبة جماعية لفك الحصار عنها وتحريرها، لافتاً إلى أنه حين يتعاون الثوار تحبهم أمتهم ويكبرون في عيون العالم.

تصدّر وسم “محلمة حلب الكبرى” المرتبة الرابعة في توتير بآلاف التغريدات، يعد مؤشراً على تفاعل عربي ومحلي مع الحدث، وبأن القضية السورية لا تزال تشغل حيزاً من اهتمام السوريين والعرب المدافعين عن ثورة الشعب السوري وحقه في المطالبة بحريته، بحسب ما تحدث لراديو الكل بسام شحادات الخبير والاستشاري في الإعلام الجديد، والذي نقل كيف حظيت معركة فك الحصار عن حلب بتفاعل الجهور العربي ما إن تم الإعلان عنها.

ورداً على سؤال عن دور وسائل التواصل الاجتماعي في الثورة السورية؛ وفيما إذا كانت صانعاً للحدث أم مجرد ناقل تعبيري؛ أجاب شحادات بأنها يمكن أن تكون مجرد رد فعل، ومثال ذلك الحراك الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي قبيل انطلاق معركة حلب، إذ عمل على حشد الرأي العام وتوجيهه تجاه قضية الحصار المفروض على المدنيين، وتابع بأن تلك الوسائل يمكن لها أن تؤثر على الأرض، مستشهداً بتفاعل الفضاء الافتراضي

 

مع معركة حلب، وكيف تحولت تلك المواقع إلى رديف لشحذ الهمم ورصّ الصفوف.

وحتى تتحول تدوينات وتغريدات الناشطين والإعلاميين من مجرد عبارات إلى مؤثر فاعل في الحدث؛ يلزمها أن تتوجه إلى الجمهور الذي يمكن له أن يحرك الرأي العام تجاه قضايانا، أو دفع الشبهات والاتهامات التي تتعرض لها الثورة السورية لجهة وصمها بالإرهاب والطائفية، ومن الضروري التركيز على المحتوى الذي تعنى به الشريحة المستهدفة، فالمتابع الغربي على سبيل المثال لا يعنيه بالضرورة عدد ضحايا القصف في مكان ما؛ بقدر ما تؤثر به نسبة الأطفال من تلك الحصيلة، ويؤكد شحادات أن ما يلزم أولاً وأخيراً أن نبتعد عن مخاطبة أنفسنا كما جرت العادة، وأن يكون هناك حملات إعلامية ذات رسالة وأهداف واضحة.

إذاً ربما لم يعد لمدينة حلب من نصير إلا صفحات التواصل الاجتماعي، التي تحولت إلى فضاءات للتمرد والثورة وعاملاً رئيسياًَ في نقل الحدث ومتابعة الميدان وأداة للطرح السياسي في ظل عدم جود إعلام محايد يتبنى الحقيقة كما هي دون رتوش أو تزييف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى