انقطاع طريق الكاستيلو يرفع أجور التحويل المالي إلى حلب بمعدل 5 أضعاف

رنيم سالم / راديو الكل

مع انطلاقة الثورة السورية، كانت الحوالات المالية أولى المتأثرين بالعقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، حيث قيدت كل من الجامعة العربية ومجلس الأمن حركة انتقال الأموال الى سوريا إضافة لمراقبة الحوالات المصرفية والاعتمادات التجارية، باستثناء الحوالات المصرفية المرسلة من العمالة السورية في الخارج إلى أسرهم في سوريا، والحوالات من المواطنين العرب في سوريا.

ولكن هذا الاستثناء لم يفد السوريين لاحقاً، حيث عمد البنك المركزي السوري لفرض قيود جديدة على تحركات الأموال من والى سوريا من خلال إصدار قرار يمنع تسليم الحوالات لاصابها بالدولار بل ويشترط تسليمها بسعر منخفض يقل عن سعرها الحقيقي بنحو  100 ليرة قبل أن يخفض حاكم البنك المركزي الجديد دريد درغام الفرق بين سعر تسليم الحوالات ونظيره في السوق السوداء إلى مايقارب الخمسة عشر ليرة فقط، ويقر تسليم الحوالات عن طريق البنوك حصراً وليس شركات الصرافة وبسعر 485 ليرة سورية .

وتسبب تسليم الحوالات المالية بسعر منخفض بانتشار تجار السوق السوداء الذين يعملون بشكل فردي غير مرخص لتأمين وصول الحوالات للسوريين بالدولار وليس بالليرة، وانتشر عمل هؤلاء وبشكل أوسع في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، حيث لا مؤسسات تمنع تنقل الأموال، بل كانت هناك دعوات سابقة للتعامل بالدولار بدلاً عن الليرة السورية إلا أنه لم يكتب لهذه التجربة النجاح.

أما في المناطق المحاصرة، فيبدو التحويل المالي مهمة في غاية الصعوبة، وقد عاشتها مدينة حلب مؤخراً، فما أن شهدت بوادر الحصار حتى ارتفعت أجور الحوالات المالية إلى حلب المحاصرة بنسبة خمسة أضعاف، حيث كانت أجرة تحويل أي مبلغ مالي تتراوح بين 15 إلى 50 دولاراً، ولكن وبعد الحصار أصبحت تتراوح بين 100 إلى 300 دولاراً، أي ما يعادل نسبة 3% من قيمة الحوالة، وذلك بسبب عدم وجود أي معبر لنقل واستبدال الأموال بين أحياء حلب وخارجها، حسب استطلاع أجراه مراسلنا في حلب

في حين ينفي صاحب إحدى محلات الصرافة في اعزاز لمراسلنا أن تكون أجور الحوالات ارتفعت إلى مدينة حلب، وقال إنها تقارب الفي ليرة لكل 100 ألف ليرة.

كما أكد مراسلنا في حلب أن الحوالات في حلب هي باتجاه واحد حالياً، ومعظمها مرسلة إلى حلب ولا يوجد حوالات كثيرة خارجة منها ما يؤدي إلى فقدان الأموال لدى محال الصرافة داخل حلب على حساب تراكم الأموال لدى فروعها خارج المدينة المحاصرة.

واليوم ومع اشتداد حمى معركة فك الحصار عن مدينة حلب، فإن أجور التحويلات المالية قد تنخفض تزامناً مع انخفاض عام سيطال جميع السلع، كون الأسواق هي حساس المعارك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى