المشفى الميداني في مضايا المحاصرة يجري عملياته الجراحية عبر “الواتس أب”!

نيفين عبد الرؤوف الدالاتي/راديو الكل

 

بينما يستمر نظام الأسد بتطبيق سياسة الحصار المشؤوم في بلدة مضايا؛ يتجول الموت في أحياء البلدة وأزقتها مهدداً أرواح من تبقى من أهلها على قيد الحياة بسلاح المرض والقتل البطيء، فيما ينذر تأخر دخول المساعدات الإغاثية والطبية بمشهد مأساوي شبيه بذاك الذي شهدته البلدة بداية العام، يوم لجأ المحاصرون الجياع إلى لحم القطاط والحشرات وأوراق الشجر.

 

نقص الغذاء والدواء زاد الوضع الإنساني تعقيداً، وتسبّب بانتشار عدد من الأمراض، فضلاً عن الأزمات النفسية التي انعكست على الحالة الصحية للنساء تحديداً، لتزداد حالات الإجهاض بشكل ملحوظ عن السابق، فيما يبقى التحدي الأكبر المحافظة على الصحة العامة من الانهيار حسب ما تحدث عضو الهيئة الإغاثية الموحدة في مضايا “سمير علي”، والذي شدد في حديثه مع راديو الكل على دخول البلدة شهرها الثالث بعد العام الأول من الحصار.

 

أحد أكثر الأمراض انتشاراً في البلدة هو مرض نقص الكالسيوم، حيث سجّل المشفى الميداني نحو 500 حالة به من بينهم 75 في مرحلة النمو حسب ما أكّد الدكتور “محمد درويش”، و45 حالة إصابة بمرض التيفوئيد، إضافة إلى التهاب سحايا 6 منها خلال الشهر الحالي، مشيراً إلى وجود 14 حالة مرضية بحاجة لإجلاء فوري للعلاج، فضلاً عن إصابات باردة أخرى.

 

إجلاء هذه الحالات يصطدم دوماً بتعقيدات اتفاقية المناطق الأربعة، التي فرضت معادلة لا تسمح بإخراج أي جريح أو مريض من الزبداني ومضايا إلا مقابل خروج آخر من بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين من قبل جيش الفتح، في وقت يقف المشفى الميداني في البلدة عاجزاً أمام علاج العديد من الحالات المرضية، في ظل تواضع الإمكانيات ونقص المعدات والكادر الطبي، وفق ما تحدث درويش، والذي أشار إلى أن غياب الأخصائيين اضطر العاملين في المشفى للاستعانة بخبرات أطباء آخرين عبر تطبيق الموبايل “واتس أب”، حيث يتم تبادل المعلومات والآراء.

 

وفي محاولة لإيصال أصوات الجوعى وأنات المرضى من داخل مضايا إلى العالم؛ أطلق ناشطون في البلدة حملة إعلامية لتسليط الضوء على المشهد الإنساني المتردي؛ حسب ما تحدث “سمير علي” لراديو الكل، الذي دعا الجميع لدعمهم بكل السبل المتاحة عسى أن تغير الكلمة من واقع الحال شيئاً.

 

“هل تتعمدون قتلنا وأطفالنا مرضاً”….

سؤال برسم المجتمع الدولي ينتظر أهالي بلدة مضايا إجابة عليه، في وقت يواجه من تبقى منهم معركة من نوع آخر، معركة للبقاء ومن أجل حق مشروع لهم في الحياة….!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى