قنابل النابالم تخرج المشفى الميداني الوحيد في داريا عن الخدمة

نيفين عبد الرؤوف الدالاتي/راديو الكل

في مكان لا يغيب عنه الموت يوماً واحداً كمدينة داريا؛ يواجه العاملون في القطاع الطبي تحديات عديدة وصعوبات، بدءاً من استهداف النظام للمشافي بالبراميل وبشتى الأسلحة الفتاكة، وليس انتهاء بنقص المواد والتجهيزات والكوادر الطبية المؤهلة.

 

الحملة العسكرية الشرسة التي بدأها النظام على المدينة بداية العام 2012 كانت كفيلة بهدم المنظومة الطبية فيها، فلا أطباء ولا مشاف ولا علاجات كافية وقادرة على استيعاب المرضى والعدد المتزايد من الجرحى بفعل القصف والمعارك التي لا تهدأ، حسب ما تحدث الناطق باسم المجلس المحلي لداريا “فادي محمد”، والذي تحدث عن خروج المشفى الميداني الأخير عن الخدمة بعد أن كان يقدم الخدمات لنحو ثمانية آلاف مدني حسب إحصائيات المجلس.

 

المشفى الوحيد الذي كان ولا يزال أحد أهم الأهداف التي يركّز عليها النظام في غاراته الجوية؛ زاد من عبء العاملين فيه، ما اضطرهم إلى تغيير مكانه عدة مرات، أما الكادر الطبي فقد اكتسب أفراده الخبرة جراء التعامل مع الحالات الاستثنائية، فيما يصارع المشفى لتقديم كافة الخدمات الطبية في ظل غياب أي خيارت علاجية أو نقاط طبية أخرى، في ظل استحالة إجلاء أي حالة حرجة خارج المدينة.

 

نقص الأدوية ونفاذ المستلزمات الطبية جراء الحصار الذي تفرضه قوات النظام على مدينة داريا منذ أربع سنوات؛ فرض خياراً لا بديل عنه وهو استخدام الأدوية منتهية الصلاحية، التي تبقى أفضل حالاً من تلك التي تضمنتها قافلة الأمم المتحدة التي دخلت المدينة في الشهر السادس، والتي لا حاجة للمشفى لها.

إذاً في مدينة داريا…. حيث تتأرجح الحياة على فوهة الموت مع قصف وبراميل الأسد، ثمة معركة من نوع آخر، معركة من أجل البقاء أبطالها أطباء وعاملون لا يملكون سوى الإيمان والأمل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى