وفد الهلال الأحمر يتفقد مرضى السحايا في مضايا المحاصرة دون إجلاء أي منهم

نيفين عبد الرؤوف الدالاتي – خاص راديو الكل

بعد أن أعلنت الهيئة الطبية بلدة مضايا المحاصرة موبوءة بمرض السحايا؛ دخل يوم الأحد وفد تابع لمنظمة الهلال الأحمر السوري، مؤلف من أربعة أطباء وخمسة مرافقين لتقييم وضع المصابين، وذلك بالتزامن مع إطلاق النار من كافة الحواجز المحيطة بالبلدة.

 

وقال عضو المجلس المحلي في البلدة “سمير علي” لراديو الكل؛ بأن الوفد قدّر عدد المشتبه بإصابتهم بالمرض بنحو مئة شخص ممكن كانوا على تماس مباشر مع المرضى، ولا يمكن التأكد من انتقال العدوى لهم إلا بعد مرور خمسة عشر يوماً وهي مدة حضانة المرض، مشيراً إلى أن الوفد اعتمد على الفحص السريري وتقصّي الأعراض والاستجواب في معاينة الحالات، نظراً لمنع قوات النظام وميليشيا حزب الله إدخال المواد والمعدات الطبية اللازمة للتشخيص.

 

وفد الهلال الأحمر وعد بإخراج خمس عشرة حالة تم تأكيد إصابتها بالتهاب السحايا، فيما منعت قناصة النظام من وصول سبع حالات أخرى من بقين إلى المشفى الميداني في مضايا للكشف عليها، حتى أن أحد الأطفال أصيب برصاص تلك القناصة أثناء وجود الوفد كما أكد العلي، والذي أشار إلى أن انتشار المرض في البلدة التي تحاصرها قوات النظام وميليشياتها؛ أحرج وزارة الصحة في حكومة النظام أمام المجتمع الدولي، وهي التي كانت قد أعلنت خلو سوريا من مرضي شلل الأطفال والتهاب السحايا.

 

مهمة المشفى الميداني الوحيد في البلدة تغدو أكثر صعوبة، في ظل غياب الكادر الطبي المختص وعدم وجود الأدوات والمعدات اللازمة للتشخيص، حسب ما تحدث العلي، والذي نوه بأن الحالات التي تم تشخيص إصابتها بالتهاب السحايا كانت بناء على الأعراض والمعلومات التي أرسلها الكادر الطبي إلى أطباء أخصائيين خارج البلدة عبر تطبيق الواتس أب، لافتاً إلى تخوف الأهالي من انتشار المرض على نحو أوسع، ولذلك وتحسباً من تفشي المرض أغلقت الهيئة الطبية نقطتها الوحيدة في البلدة إلا أمام الحالات الحرجة وذلك بعد إصابة أحد أعضاء الكادر الطبي بمرض السحايا والاشتباه بإصابة آخر، في وقت لم تستوعب غرفتا الحجر الصحي سوى عشر حالات بسبب ضعف الإمكانيات.

 

انهيار الهرم الغذائي لدى معظم المحاصرين جعلهم عرضة للإصابة بأي مرض مع ضعف جهاز مناعتهم، وذلك بعد أن دخلت البلدة شهرها الثاني بعد العام الأول من الحصار، وشهرها الرابع من دون دخول أي مساعدات غذائية كما قال العلي، والذي شدد في حديثه مع الكل على وجود ألف حالة بحاجة إلى إجلاء فوري للعلاج في مشافي العاصمة، تتنوع بين أمراض القلب والسرطان ونقص الكلس.

هي مضايا إذاً… تعود مجدداً لتتصدر واجهة الأحداث،  مع مرض السحايا الذي ينذر انتشاره بكارثة إنسانية مع وجود نحو أربعين ألف مدني محاصر داخل البلدة، والجميع مدعو هنا للتحرك الفوري والسريع وتحمل مسؤولياتهم والضغط على حكومة النظام من أجل فتح ممرات إنسانية عاجلة وإدخال المواد الطبية والغذائية الضرورية قبل تفشي الوباء وخروج الوضع عن السيطرة.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى