تدهور الوضع الطبي في مدينة حلب المحاصرة .. ينهي حياة العديد من الجرحى

راديو الكل – مي الحمصي

 

لفظ أنفاسه الأخيرة بانتظار الدخول إلى غرف العمليات المكتظة بالجرحى، هو واحد من ضحايا إجرام الأسد في مدينة حلب التي تتعرض منذ يوم الجمعة الفائت لواحدة من أشرس الهجمات العسكرية عليها، استخدم فيها الطيران الحربي كافة أنواع الأسلحة الثقيلة مخلفاً عشرات الضحايا، ومدمراً 4 نقاط طبية و3 مستودعات أدوية، وفق مدير المكتب الإعلامي لجمعية القلوب الرحيمة “محمد أبو الهدى”.

 

وفي استطلاع للرأي أجراه راديو الكل في مدينة حلب؛ عبّر الأهالي عن تخوفهم من نقص الكوادر والنقاط الطبية والأدوية، وهو ما تسبب بالعديد من حالات البتر.

 

من جهته، قال مدير المكتب الإعلامي لجمعية القلوب الرحيمة “محمد أبو الهدى” لراديو الكل: “المراكز الطبية الأربعة خرجت نهائياً عن الخدمة، بسبب القصف العنيف، فأي غارة جوية تؤدي لدمار هائل في المباني”.

 

وأضاف “أبو الهدى” أن حلب تفتقد للكوادر الطبية المتخصصة، فعلى مستوى المدينة هناك 10 أطباء متخصصين فقط، يتنقلون بين النقاط الطبية، مشيراً إلى قلة غرف العناية المركزة، بسبب نقص المشافي والمعدات.

 

ومع تزايد عدد الجرحى، أطلق بنك الدم والنقاط الطبية نداءات عاجلة للتبرع بالدم، وسط استجابة ملحوظة من قبل المدنيين، حسب “أبو الهدى” والذي نوّه إلى قلة المحاليل المغذية وشحّ الأدوية جراء الاستنزاف الحاد لها، وتدمير ثلاثة من مستودعاتها، وهو ما اضطر تلك المراكز إلى تزويد الجرحى بما يلزمهم من دواء لمدة أسبوع فقط، وسط حصار خانق يمنع وصول الأدوية.

 

وناشد “أبو الهدى” في ختام حديثه؛ المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بضرورة الالتفات للمحرقة التي تجري في مدينة حلب والتدخل بشكل عاجل وفوري لوقفها.

 

كأنها القيامة في حلب، حال أهلها يقول، وهم يتعرضون لأشرس هجمة عسكرية منذ بدء الثورة، والتي بدأها النظام يوم الجمعة السابق مستخدما أنواع جديدة من الأسلحة والمتمثلة بالقنابل الارتجاجية، ليكون الموت هو سيد الموت والدمار عرابه، ولتصطبغ أرضيات المشافي بأحمر المدنيين ودموع الناجين منهم، وسط عجز كبير من الكوادر الطبية العاملة في المدينة المحاصرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى