10 أعوام تحتاج الزبداني ومضايا لتطهيرها من ألغام “حزب الله” و”الأسد”

نيفين الدالاتي/ خاص راديو الكل

بينما يستمر نظام الأسد بتطبيق سياسة الحصار المشؤومة في بلدة مضايا، بريف دمشق، يتجول الموت في أحياء البلدة وأزقتها، مهدداً أرواح من تبقى من أهلها على قيد الحياة بسلاح القتل البطيء، في معاناة مستمرة كان آخر فصولها إصابة أحد الأشخاص بانفجار لغم من بين عشرات الألغام التي زرعتها قوات النظام وميليشيا “حزب الله” في أطراف البلدة.

وبينما لا يزال “علي مصطفى يونس” يرقد بانتظار العلاج، ناشدت خالة المصاب في تسجيل مصور، الأمم المتحدة والجهات المعنية لإخراجه قبل أن تتطور حالته إلى البتر، في ظل غياب المعدات والإمكانيات الطبية اللازمة.

وقال الدكتور “محمد درويش” من المشفى الميداني في مضايا، لراديو الكل: إن “المصاب يعاني من تعفن في الجرح وتضرر مادي كبير في العظم”، محذراً من تدهور حالته على نحو قد يضطر الأطباء إلى بتر ساقيه.

وأشار درويش إلى تسجيل 12 حالة إصابة بتر بانفجار ألغام منذ نحو عشرة أشهر، من بينهم تسعة أشخاص قضوا بسبب عدم وجود العلاج.

وشدّد “درويش”، على ضرورة إنشاء نقطة طبية تابعة للهلال الأحمر في البلدة، ما يسهّل عمليات إدخال المساعدات وإجلاء الجرحى والمرضى إلى مشافي العاصمة دمشق، في ظل تواضع موارد المشفى واقتصار الكادر الطبي على طبيبي أسنان وآخر بيطري.

 

10 أعوام للتخلص من الألغام:

من جهته، قال الناشط  المدني “سمير علي” من بلدة مضايا: إن  “النظام وميليشيا حزب الله قاموا بزرع الألغام في الدائرة الأولى المحيطة بمضايا”.

وأوضح “علي” لراديو الكل: أن” فريقاً متطوعاً من بلدة مضايا، قام بنزع 164 لغماً من مساحة 100 متر مربع”، مشيراً إلى أنه لا يمكن تحديد عدد الألغام بدقة بسبب عدم وجود المعدات والكادر المتخصص اللازم.”.

وقال “العلي”: إن “الفريق قدم دراسة إحصائية تعتقد بوجود قرابة الـ 15 ألف لغم بالجهة الشرقية والجنوبية من البلدة”، مؤكداً في الوقت ذاته، أنه “تم التواصل مع خبراء ألغام وأكدوا لهم أن المنطقة تحتاج إلى فريق عمل من 100 شخص ولمدة 10 سنوات حتى يتم تطهير من الألغام بشكل كامل”.

وشدد “العلي” على أن “عملية نزع الألغام لا يمكن لها أن تتم قبل حل ملف الزبداني ومضايا وإخراج ميليشيا حزب الله من المنطقة”.

وتابع العلي قائلاً: إنه “نتيجة للحصار المفروض على البلدة  يضطر الأهالي للذهاب إلى الحزام الأخضر على أطراف البلدة  بحثاً عن الحشائش والحطب.”

مبيناً أنه “قد تم وضع لافتات في المناطق المزروعة بالألغام، كما ويوجد أشخاص موجودين على مدار الساعة على أطراف البلدة لمنع الناس من الاقتراب من حقول الألغام”.

وأشار “العلي”، إلى أنه تم التواصل مع عدة جهات معنية بخصوص نزع مخلفات الحرب في المنطقة، إلا أن الرد كان بأن العملية تحتاج إلى معدات متقدمة لا يمكن إدخالها إلى المنطقة.

من جانب آخر،  يرى أهالي بلدة مضايا، أن اتفاقية “المناطق الأربعة” (الزبداني مضايا كفرايا الفوعة)، تتحكم اليوم بحياة ومستقبل المصابين والمرضى.

يشار إلى أن الاتفاقية لاتجيز إخراج أي جريح أو مريض من الزبداني ومضايا إلا مقابل خروج حالة مماثلة من بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين من قبل جيش الفتح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى