الأمم المتحدة تحرم 1700 عائلة سورية مهجرة في عرسال من التسجيل في قوائمها

مي الحمصي – راديو الكل

عاد الشتاء من جديد، ليهدد ببرده حياة مئات اللاجئين السوريين في مخيمات عرسال بلبنان، فبعد أربع شتاءات قضى خلالها العديد من الأطفال نتيجة البرد ولم يلتفت لأوضاعهم أحد بل على العكس، فهناك اليوم ما يقارب الـ1700 عائلة في هذه البلدة اللبنانية الباردة مفصولين من قوائم الأمم المتحدة  بعد أن رفضت مسبقاً تسجيلهم فيها.

وفي جولة لراديو الكل، في مخيمات عرسال،يوم الخميس الماضي،  التقى خلالها عدداً من اللاجئين الذين تحدثوا عن سوء أوضاعهم المعيشية بعد فصلهم من قوائم الأمم المتحدة لأسباب غير واضحة.

وفي هذا السياق، أفاد أحد اللاجئين: أنه فصل منذ أكثر من عام، مشيراً أنه  تواصل مع مكاتب الأمم المتحدة دون أي إجابة.

واعتبرت إحدى اللاجئات فصلها من الأمم المتحدة لأسباب مجهولة منذ ثلاث سنوات رغم حاجتها الشديدة، إجحافاً في حقها، خاصة وأن زوجها مريض ولديها خمس أطفال.

في حين، طالب أحد اللاجئين بإنشاء مكتب تابع للأمم المتحدة في بلدة عرسال للاطلاع على أوضاع اللاجئين، وإعادة النظر بأوضاع المفصولين، معبراً عن خوفه من حلول فصل الشتاء في ظل عجزه كمعظم اللاجئين عن شراء مواد للتدفئة.

فيما لم تُسجل الأمم المتحدة بعض العوائل لعدم امتلاكهم وثائق تثبت شخصيتهم دون مراعاة أن هؤلاء هجروا في ظل ظروف بالغة السوء. وفق ما أفادنا أحد اللاجئين الذي تحدث عن سوء الأوضاع المعيشية في ظل قلة ظروف العمل.

ونوه إلى أن “هناك العديد من الأشخاص الذين أصيبوا بعاهة مستديمة نتيجة الصراع الدائر في سوريا، وهو ما يفاقم معاناتهم بالتزامن مع حلول فصل الشتاء”.

من جهته، قال الناشط الإعلامي “تيسير القصيراوي”: “طالبنا الأمم المتحدة بالدخول إلى عرسال للاطلاع على أوضاع اللاجئين السوريين المفصولين من القوائم والغير مسجلين دون رد”، لافتاً إلى أن أغلب العوائل المعنية راجعت مكاتب الأمم المتحدة في زحلة، وكان الرد أنهم “لا يملكون إمكانيات أو صلاحيات أو غير معنيين بالموضوع”.

وأكد “القصيراوي” لراديو الكل، أن جميع المفصولين أو الغير مسجلين من الفقراء لا يملكون قدرة مالية لشراء مادة المازوت، مطالباً من الأمم زيارتهم.

أما عن دور الحكومة السورية المؤقتة، أوضح أنه لا دور لها في عرسال ولا حتى مندوب يتابع أوضاع اللاجئين هناك.

هذا ويذكر أن عرسال تحوي 106 مخيم يعيش فيه قرابة 130 ألف مهجر يعانون أوضاعاً معيشية متردية في ظل نقص احتياجاتهم وتقصير الأمم المتحدة في تغطيتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى