وفاة طفل في مضايا المحاصرة بعد فشل المناشدات بإخراجه للعلاج.. والنقطة الطبية الوحيدة تعلّق عملها

نيفين الدالاتي _ راديو الكل

“فقط في كوكب مضايا يموت الناس جوعاً” عبارة رفعها وقرأها طفل صغير خلال وقفة سابقة لفك الحصار عن بلدة مضايا، إلا أنه لم يكن يدري أنها تتحدث عنه، وسيصبح بطلها في أحد الأيام.

الطفل “محمد موسى المالح” (10 سنوات) استشهد بعد إصابته برصاصة قناص أدت إلى وقوعه من مكان مرتفع، ما نتج عنه كسور في الرأس والرقبة واليد، فيما لم تنفع جميع الجهود والمناشدات بإخراجه من مضايا إلى مشافي العاصمة دمشق، حسب ما قال الناشط المدني “سمير علي”، والذي أشار في حديثه مع راديو الكل، أمس إلى أن الهدف من تصعيد سياسة القنص في البلدة هو الضغط على “جيش الفتح” والدفع نحو ملف المفاوضات.

“المالح” كان اسماً ضمن قائمة تضم ما يقارب العشر حالات مرضية تستدعي الإجلاء للعلاج، فضلاً عن 25 حالة قصور كلوي وفق ما تابع العلي.

 ورداً على عجزها عن تقديم أي شيء للمصابين والمرضى، أعلنت الهيئة الطبية في بلدة مضايا تعليق العمل في النقطة الطبية الوحيدة الموجودة في البلدة، حسب تسجيل مصور نشرته صفحة الهيئة على الفيسبوك، طالبت فيه على لسان رئيسها الدكتور “محمد يوسف” بتطبيق قرارات الأمم المتحدة بفك الحصار عن المدنيين وفتح ممرات إنسانية، والتوقف عن عرقلة إخراج الحالات الخطرة والمستعجلة.

من جهته أكّد العلي لراديو الكل، إيقاف العمل في الهيئة الطبية، وإغلاق المشفى بشكل كامل في ظل افتقاره للكادر الطبي، وعدم وجود معدات وأدوية تغطي حاجة المصابين، مشيراً إلى الشاب “محمد المويل” الذي أجريت له عملية جراحية خطيرة أنقدت حياته لمدة ثلاثة وستين ساعة قبل أن يفارق الحياة.

وضع إنساني ينذر بالأسوء داخل بلدة مضايا التي أنهك الحصار والجوع أجساد المحاصرين فيها، وسط مخاوف من تفشّي أمراض وأوبئة جديدة بسبب نقص المناعة لدى الأهالي وفق ما تابع “العلي”، والذي طالب بإدخال عيادة تابعة للهلال الأحمر للمنطقة، مشدّداً على ضرورة تدخل أممي فوري وعاجل قبل أن تحل الكارثة على حد تعبيره،

ويبقى “القتل قنصاً” سياسة ينتهجها النظام وميليشياته في بلدة مضايا، التي تضم نحو 40 ألف مدني في حصار كامل منذ ما يقارب سنة ونصف، حيث لايدخر النظام  جهداً في عرقلة إجلاء من يستهدفهم بنيرانه ليصبحوا شهداء مع وقف التنفيذ طالما أن حياتهم رهن لاتفاقية المناطق “الأربعة المشؤومة” كما يعتبرها أهالي البلدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى