إتلاف آلاف الألغام لداعش في ريف حلب الشمالي.. والفريق الهندسي للألغام يطالب بمعدات لحماية عناصره

مي الحمصي- راديو الكل

يعاني العاملون في الفرق الهندسية لإزالة الألغام ومخلفات الحرب بريف حلب الشمالي من قلة المعدات الخاصة بعملية نزع الألغام، ما أدى إلى إصابة 25 عنصراً بإعاقة مستديمة، ووفاة العديد منهم، بعد أن أتلفوا 25 ألف لغم.

ومصدر هذه الألغام هو تنظيم داعش الذي عمد إلى زرعها في المناطق التي كان يسيطر عليها قبل دحره منها على يد الجيش الحر في ريف حلب الشمالي مثل (دابق ومارع وجرابلس) وغيرها، وأدت إلى وفاة العديد من المدنيين والعسكريين على حد سواء، إضافة إلى الإصابات المتنوعة والتي وصل بعضها لمرحلة البتر.

والتخوف الكبير من هذه الألغام منع الكثير من أهالي القرى المحررة من العودة إلى منازلهم، بحسب ما حدثنا بعضهم خلال جولة لراديو الكل في ريف حلب الشمالي، حيث لغم تنظيم داعش الأراضي الزراعية والبيوت.

من جهته، أكد رئيس الفرق الهندسية لإزالة الألغام ومخلفات الحرب في ريف حلب الشمالي “ميسرة أبو عبد الله” أنهم يعملون بمعدات بسيطة جداً، ما أدى لحصول العديد من حالات البتر والعجز والوفاة بين أعضاء الفريق.

وقدّر رئيس الفرق الهندسية في ريف حلب الشمالي، عدد الألغام المستخرجة من المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش بـ 25 ألف لغم بمعدل يصل لأكثر من 5000 لغم في القرية الواحدة، منوهاً إلى أن “التنظيم يستخدم أساليب متعددة في زراعة الألغام، ولم يسلم من ألغامه أثاث المنازل او الموتة أو الآلات الزراعية والأراضي، حيث يموهها على شكل أرواق وحجارة، مستخدما المواد البلاستيكية والخشبية ما يجعل اكتشافها مستحيل بالنسبة للأدوات البسيطة المتوافرة والتي لا تكشف إلا المعادن”.

وأضاف “أبو عبد الله” لراديو الكل أمس، أن عدد الفرق الهندسية العاملة في ريف حلب الشمالي 6، وكل فرقة مشكلة من 6 عناصر يجوبون القرى المحررة من داعش، ولفت إلى أن هناك أكثر من 25 عامل أصيب بإعاقة مستديمة نتيجة انفجار الألغام.

وأكد “أبوعبد الله” أن الفريق الهندسي يعمل تطوعاً وعلى الرغم من التواصل مع جهات المعارضة المختلفة من حكومة وائتلاف ومع الفصائل العسكرية ومع المنظمات الإنسانية إلا أنهم لم يلقوا أي دعم، ليبق أعضاء الفريق المتضرر من انفجار الألغام بدون أي رعاية صحية أو كفالة مالية تذكر.

وأوضح “أبو عبد الله” أنهم لا يتبعون لأي جهة عسكرية وعملهم مدني ولخدمة الأهالي، مناشداً المنظمات الدولية بالالتفات إليهم ودعمهم بالمعدات الضرورية لعملهم.

وتشكل الفريق الهندسي في ريف حلب الشمالي بداية من 10 شبان متطوعين، تدربوا على يد أحد الضباط المنشقين عن نظام الأسد، ليدربوا بدورهم 10 شبان آخرين، وكانت مهمتهم بداية إتلاف القذائف غير المنفجرة التي كان يلقيها نظام الأسد في بداية الثورة، ومن ثم نزع الألغام بعد دحر تنظيم داعش من المناطق التي كان يسيطر عليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى