بعد أن تنبأ باختطافه..ثلاثة أعوام على الاختفاء القسري للناشط عبد الوهاب ملا

نيفين الدالاتي – خاص راديو الكل

يُكمل اليوم الناشط الإعلامي والفنان الساخر “عبد الوهاب ملا” عامه الثالث غائباً في سجون تنظيم داعش، بعدما أن اختطفه عناصر التنظيم من بيته في مدينة حلب يوم السابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2013.

الملا أو “أبو صطيف” كما يحلو لرفاقه مناداته، عُرف بسلسلة ناقدة حملت عنوان “هاد كل شي صار”، تحدّث فيها عن أوضاع الناس في حلب، وناقش من خلالها عدداً من القضايا الإشكالية في المجتمع والسياسة بأسلوب تهكمي، إلى جانب برنامج “ثورة ثلاث نجوم”، وحظيت هذه الأعمال بمتابعة عالية على مواقع التواصل الاجتماعي رغم بساطتها وضعف إمكانيات إنتاجها.

واشتهر لاحقاً بمجموعة أغاني من رحم الثورة والواقع، كان آخرها أغنية “باص جنيف” التي سجلها قبل اختطافه بأيام، وليصبح لقب “بلبل حلب” ملاصقاً لاسمه في كل مكان.

كان “الملا” من أوائل الذين خرجوا ضد نظام الأسد، قبل أن يقوم والده بإجباره على السفر إلى المملكة العربية السعودية خوفاً عليه من الاعتقال، إلا أن تواجده هناك لم يمنعه من المشاركة في الثورة بالأسلوب الذي يتلاءم وإمكانياته، ونشط آنذاك بجمع المساعدات للمتضررين نتيجة تدهور الأوضاع في مدينة حلب وريفها، وسرعان ما غافل والده وعاد إلى حلب للمشاركة مجدداً في التظاهرات.

اختطاف “الملا” لم يكن أكثر من محاولة للقضاء على كل صوت نقدي حر، خاصة وأنه كان بصدد التأسيس لـ “اتحاد الإعلاميين في حلب” لحماية الإعلاميين العاملين في حلب من المضايقات والانتهاكات، والتي من بينها الخطف أو “التشويل” حسب تعبيره في إحدى حلقاته، التي أثار فيها احتمال تعرضه للخطف.

إذاً قبل ثلاث سنوات غيّب الاختطاف الناشط والفنان “عبد الوهاب ملا”، في دور لم يكن هو صاحب الاختيار في شكله وزمانه، وبخاتمة تراجيدية وكوميديا سوداء لا تشبه أبدأ الفرح الذي أشاعه خلال حلقاته التمثيلية، وتبقى الأهم عبارته التي قالها يوماً: “هذه هي الفكرة…. إن مات عبد الوهاب أو خطف؛ أن يكون هناك كثير غيره”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى