مصدر في الأمم المتحدة لراديو الكل: لم نستطع إدخال المساعدات الطبية إلى الزبداني والشتاء سيجعل الوضع أصعب على السكان

خاص لراديو الكل:

صرًح مصدر في مكتب تنسيق  الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، فضل عدم الكشف عن اسمه، لراديو الكل ، أن الأمم المتحدة لم تستطع إدخال المساعدات الطبية للسكان المحاصرين في الزبداني، مشيراً إلى أنه ومنذ السادس من شهر أكتوبر من العام الجاري، كانت هي المرة الأخيرة التي تمكنت الأمم المتحدة من الدخول لتلك المنطقة.

وأضاف المصدر ذاته، بأن الأمم المتحدة  تلقت  في وقت سابق  نبأ وفاة شخص هناك، نتيجة عدم توافر المستلزمات الطبية، مؤكداً أنه يوجد العديد من الحالات الخطيرة بسبب نقص العلاج .

ولفت المصدر، أن الأمم المتحدة تأمل  بالدخول  للمنطقة في أقرب وقت ممكن، وأن تسمح كافة  المجموعات في الداخل السوري لها بإدخال المستلزمات الطبية والبشرية.

وتأتي تلك التصريحات، عقب نداءات الاستغاثة التي أطلقها المجلس المحلي في مدينة الزبداني، في بيان له  يوم أمس، محذراً من كارثة إنسانية تهدد حياة من تبقى داخل المدينة، بعد أن انتهت كمية المواد الغذائية التي احتوتها القافلة الإنسانية التي دخلت عبر الأمم المتحدة بـ 25أيلول الماضبي، ولم يبقى إلا الحشائش وبعض أوراق الشجر التي بات وجودها صعب بعد دخول فصل الشتاء، بحسب بيان المجلس الذي اطلع عليه راديو الكل.

وجاء في البيان: أن “الأهالي المحاصرين أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من الموت جوعاً”، مؤكداً أن هذه المجاعة ستؤدي الى الموت والأمراض، التي لا يمكن منعها أو التخفيف منها بالإمكانيات الطبية والإغاثية، الموجودة في المدينة ذلك ما لم يدخل إليها المواد الغذائية.

إلى ذلك، عبرت الأمم المتحدة، عن قلقها العميق إزاء الكثير من الناس والأطفال المرضى  الموجودين في الزبداني  ضمن شروط صعبة للغاية، في ظل حاجتهم الماسة إلى العديد من الأشياء، كما أنهم يواجهون صعوبة في الحصول على أي منها، وفقاًً للمصدر الأممي، الذي أشار إلى  أن “الأمم المتحدة  لم تتمكن من الدخول لتلك المناطق إلا سبع مرات فقط”.

ويرى مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، أن “الشتاء هذا العام  سيجعل الوضع أسوأ مما هو عليه”، مؤكداً في الوقت ذاته، أنه من الممكن تزويد الناس بـ”البطانيات فيما لو أتيحت الفرصة لدخول تلك المنطقة عما قريب ، من أجل مساعدة المدنيين”.

وكانت مصادر محلية من داخل مدينة الزبداني، تحدثت لراديو الكل، عن آخر دفعة مساعدات أممية دخلت للمدينة، والتي كان معظمها غير صالح للاستهلاك البشري، ما فاقم من حجم معاناتهم، دون أي استجابة من أي جهة كانت، لمطالب الأهالي المحاصرين بضرورة تبديل المعونات التي دخلت إليهم والمنتهية صلاحية بعضها.

وفي هذا الصدد، أوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ، أنه تم مشاهدة بعض المواد التي قد تعرضت للتلوث ،عازياً  أسباب ذلك، لتغير درجات الحرارة ،أو بسبب طريقة وزمان الإرسال والتسليم،  والتي من الممكن أن تكون قد أثرت على بعض المواد التي تم إدخالها.

وأضاف أنه “جار العمل على تلك القضية  لمعرفة السبب الحقيقي وراء تلف بعض المواد  كون المساعدات التي تم إرسالها إلى مناطق أخرى لم تكن ملوثة”.

التغيير الديمغرافي:
وفيما يتعلق بموضع سياسة التغيير الديمغرافي وتهجير السكان، التي يسعى لها النظام والميليشيات الموالية له ، في” الزبداني ومضايا” وغيرها من المناطق المحاصرة، ودور الأمم المتحدة في منع ذلك المخطط.

عبّر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، عن الأسف لما تسعى إليه تلك قوات النظام ، لافتاً أن هذا الأمر “لا ينطبق فقط  على الزبداني ومضايا، بل في كل المناطق المحاصرة ، وهو مشابه لما حدث في داريا من قبل”.

مشيراً إلى أنه  وفي مثل هذه الظروف ، فإن ما يمكن القيام به، هو الذهاب لمساعدة الناس وتوعيتهم .

وشددّ المصدر المسؤول في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة ،في ختام حديثه لراديو الكل، على أن الناس يجب أن تحصل على حريتها، لكي يتمكنوا من العيش  كما أنه يجب عليهم أن يحصلوا على حق الخروج من مناطقهم المحاصرة،  خاصة لمن يحتاج للمساعدة العلاجية مع ضمان حق العودة، إذا كانوا يرغبون بذلك، شرط ألا يكونوا مجبرين على هذا الفعل، بالإضافة لضرورة حصولهم على حق البقاء، لحماية ممتلكاتهم أو أشياء أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى