50 ألف شخص يعانون من تردي الواقع الخدمي في حي تشرين الدمشقي
نيفين الدالاتي_ليث العبد لله/خاص راديو الكل
يوماً بعد يوم تصبح الحياة اليومية لما لا يقل عن 50 ألف مدني داخل حي تشرين قرب العاصمة دمشق؛ أكثر صعوبة من أي وقت مضى، في ظل تردي الخدمات الأساسية وغلاء المعيشة.
كثيرة هي أشكال المعاناة التي يعيشها السكان داخل الحي، بدءاً من غياب الطرقات المعبّدة وانتشار أكوام القمامة، وعدم وجود أي نقطة طبية تقدّم العلاج؛ وليس انتهاء بالمسافات الطويلة التي يُضطر التلاميذ إلى قطعها يومياً للوصول إلى مدارسهم في حيي برزة والقابون المجاورين، والتي تبلغ نحو كيلو متر، الأمر الذي جعل الأطفال أكثر عرضة للأمراض الموسمية ونزلات البرد.
من داخل الحي المنسي؛ ترتفع أصوات الأهالي نحو الجهات المعنية وكل من يملك سبيلاً لمدّ يد العون وتحسين واقع الخدمات، وتأمين نقطة طبية تكف عنهم مشقة الذهاب إلى المناطق المجاورة للعلاج، وفق استطلاع للرأي أجراه راديو الكل هناك.
وضع الكهرباء ليس بأحسن حالاً، إذ تكاد لا تصل للمدنيين أكثر من ثلاث ساعات يومياً، إلا أن وصولها ولو بشكل متقطع يبقى أفضل من غيابها بشكل كامل، في ظل عدم وجود مولدات أو بطاريات لتأمين التيار الكهربائي، الذي ألقى انقطاعه بظلاله السيئة على باقي القطاعات الخدمية في الحي وفي مقدمتها المياه، التي لم تعد تصل من الشبكة الرئيسية، إنما عبر صهاريج يتم تعبئتها من الآبار الارتوازية لقاء ألف ليرة للصهريج الواحد، وهو ما ألقى أعباء إضافية على العوائل وخاصة الفقيرة منها، في ظل الوضع الاقتصادي المتردي وقلة ذات اليد، وفي ظل أزمة الكهرباء المستمرة؛ برزت جهود فردية ضمن الحي لإصلاح وضع الكهرباء ضمن المتاح، في ترجمة فعلية لمقولة “الحاجة أم الاختراع”.
مشهد ينذر بأن القادم ليس أفضل من الذي مضى مع غياب أدنى مقومات الحياة داخل حي تشرين، الذي بات ملاذاً لكثير من أهالي مناطق الريف الدمشقي، ولكن ورغم كل المظاهر المؤلمة يبقى هناك متسع للفرح مع صخب الأطفال الذين يصنعون الأمل والابتسامات من أبسط الأشياء…