600 ألف نازح في مخيمات الشمال السوري يواجهون البرد بخيام ممزقة

نيفين الدالاتي/خاص راديو الكل

على طول الشريط الحدودي مع تركيا؛ تنتشر تجمعات للنازحين السوريين تضم نحو 250 مخيماً في ريف إدلب الشمالي، ممتدة بين مدينة حارم حتى قرية أطمة.

يعيش في هذه التجمعات نحو 600 ألف شخص حسب إحصائيات إدارة شؤون المهجرين؛ يشتركون بحجم المعاناة ونقص الخدمات، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء الذي ينذر بكوارث إنسانية في ظل شحّ الدعم، وعجز المنظمات الإغاثية عن مواكبة حاجات كل المخيمات، والتي في مقدمتها الخيام والعوازل المطرية، حسب ما اشتكى نازحون لراديو الكل.

“مفيد شيبان” مدير تجمع لأجلكم ضمن مخيمات الشمال السوري؛ الذي يضم 13750 نازح ضمن 19 مخيماً؛ تحدث لراديو الكل بأن الخيام بلغت مستوى عالياً من السوء، على نحو لا يمكن لها الصمود أمام الأمطار والثلوج والرياح، فضلاً عن غياب المحروقات ووسائل التدفئة، أما في تجمع “الرحمة” فتختفي ملامح الطرقات مع أمطار الشتاء، التي تحولها إلى مزالق من طين وساحات من وحول، وفق ما أكّد مدير المخيم “جمال مقصوص”، والذي طالب عبر راديو الكل جميع الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية بالتدخل الفوري، قبل أن تتفاقم معاناة النازحين البالغ عددهم 200 عائلة داخل المخيم.

المشهد ذاته داخل تجمع “السلام” الذي يضم 27 مخيم؛ حيث لا أرض معبدة أو مفروشة بالحصى، ومع غياب المساحات الإسمنتية؛ لا تلبث الطرقات أن تتحول إلى مستنقعات موحلة، حسب ما تابع مدير مخيم السلام “محمد نور دبيس”.

من جهته ناشد رئيس القاطع الجنوبي في مخيمات أطمة بالشمال السوري “خطاب أحمد خطاب”؛ بضرورة تأمين وسائل التدفئة والخيام على نحو فوري وعاجل، بعد اهتراء وتمزق معظمها جراء العوامل الجوية، لافتاً إلى نزوح عشرات العوائل من المعارك الدائرة في مدينتي الموصل وصلاح الدين، لم يجدوا خيمة تؤويهم فاتجهوا إلى المساجد

وأشار “خطاب” إلى أن منظمة “الأيادي الخضراء” بصدد توزيع بطاقات تعريفية للنازحين وذلك بهدف توزيع الإغاثة والمعونات، وتحديداً سلل النظافة والصحية التي لم تدخل المخيم منذ عامين.

ورداً على ذرائع بعض الجهات بأن القصف يعيق تقديم الخدمات للنازحين؛ نفى “خطاب” تردي الوضع الأمني في هذه المخيمات، لافتاً إلى وجود معبري باب الهوى وأطمة على بعد كيلومترات قليلة وبمأمن عن القصف لمن أراد تقديم الدعم والمساعدة بحق، وانتقد خطاب وبشدة في ختام حديثه مع راديو الكل؛ تخاذل الحكومة السورية المؤقتة عن متابعة أوضاع النازحين والوقوف عند حاجاتهم الإنسانية.

وهنا ومع دخول فصل الشتاء؛ لايبدو أن الأشهر القادمة ستكون سهلة على قاطني المخيمات في الشمال السوري، والجميع مدعو هنا لاستباق وقوع المأساة ومحاولة توفير أبسط مقومات العيش والحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى