أمام غياب الدور الأمريكي.. المعارضة السورية تطالب الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية بالتدخل السريع لوقف العدوان الروسي

تيم الحاج/ راديو الكل

عقد مساء أمس في العاصمة البلجيكية “بروكسل”، اجتماعاً ضم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، “فيديريكا موغيريني”، ونائب المنسق العام لهيئة العليا للمفاوضات، “يحيى قضماني”، ورئيس الائتلاف السوري “أنس عبدة”، إضافة للمنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية “حسن عبد العظيم”.

 وأوضح بيان صادر عن مكتب العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي، أن “موغيريني” ناقشت مع قادة المعارضة التطورات الأخيرة في القضية السورية، والمستقبل السياسي والمؤسساتي الممكن لسوريا، في مرحلة ما بعد الصراع والمصالحة وإعادة الإعمار، بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة والمبعوث الأممي الخاص لسوريا، ستافان دي ميستورا”.

وفي هذا السياق، وصف نائب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات “يحيى قضماني” في حديث مع راديو الكل اليوم، الاجتماع بالمثمر وبأن “موغريني” قدمت لهم شرحاً وافياً عن المهمة التي كلفت بها من قبل الاتحاد الأوروبي والتي تتمحور حول الذهاب لمشاورات مع الدول الأقليمية لمعرفة رؤيتهم للحل السياسي في سوريا.
وشرحت “موغريني” عن زياراتها المتعلقة بهذه المهمة وأهمها زيارة إيران والانطباعات الإيجابية التي أخذتها من جميع الزيارات. وقالت “موغريني”: إنها ستعود لزيارة دول أخرى وكان آخرها الإمارات، بحسب “قضماني”.

وقال نائب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات: إنهم يأملون في أن يقوم الاتحاد الأوروبي بدور قوي وفعال لتحقيق توافق إقليمي إيجابي لحل القضية السورية بحسب القرارات الدولية وبيان جنيف1.

وعن موقف الهيئة تجاه الحل في سوريا، أكد “قضماني” لراديو الكل، أنه لايوجد أي تغيير في مواقف الهيئة العليا  وأنهم تقدموا لـ”موغريني” الرؤية الساسية التي وضعتها الهيئة حول التعامل مع جميع القوى السياسية لمكونات هذه الهيئة. مشيراً إلى أن “التصريحات التي تصدر من الآخرين يصعب السيطرة عليها (في إشارة إلى كلام موغريني عقب الاجتماع مع المعارضة عن المصالحة في سوريا)”.

وفي ما يخص المشاريع التي تتحدث عن إعادة الإعمار في سوريا مابعد الحل السياسي. أوضح أن “المعارضة ليست هي من طرح هذه المشاريع  وهي تخص الدول الإقليمية وهم قالوا إنها تحتاج لوقت طويل وأظن أن هذه المشاريع هي شيءإيجابي”.

كارثة في حلب:
وفي هذا الإطار، أشار “قضماني” خلال حديثه لراديو الكل، إلى أنهم قالوا  لـ”موغريني” إنه يجب وقف العدوان الروسي على الشعب السوري وتابع: “طالبناها بتدخل فوري وسريع أمام غياب الدور الأمريكي خاصة في حلب”.

وقال “قضماني”: “بالأمس قابلنا لجنة السلم والسياسية في الاتحاد الأوروبي، وطالبنها أيضاً بالضغط على روسيا بجميع الوسائل السياسية والاقتصادية إضافة إلى إعادة النظر في العلاقات الاقتصادية مع إيران”.مؤكداً  أن ” وقف الهجمة الشرسة على الشمال السوري” تمثل أولوية لمطالب المعارضة السورية.

 ولليوم الرابع على التوالي يخضع ريف حلب والأحياء الشرقية المحاصرة  في المدينة  لقصف عنيف من قبل قوات نظام الأسد والطيران الروسي، حيث بلغت حصيلة الضحايا خلال الثلاثة أيام الماضية 250 قتيلاً وأكثر من 600 جريح.
وأعلنت مديرية صحة حلب الحرة، توقف جميع المستشفيات في مدينة حلب المحاصرة عن العمل بسبب القصف الجوي العنيف على المدينة من قبل طيران النظام وروسيا،

وناشدت مديرية صحة حلب، جميع حكومات العالم العمل لوقف جرائم الحرب في حلب بشكل فوري، كما ناشدت جميع المنظمات الطبية والعاملين في مجال الصحة الوقوف إلى جانب زملائهم في حلب.

من جانبه، قال الدكتور “فادي الحكيم”، في اتصال اليوم، مع راديو الكل: “هذه المرة الأولى التي تتوقف فيها الخدمات الطبية في حلب، رغم استماتة الكوادر الطبية للاستمرار في العمل ومساعدة الأهالي المحاصرين”، لافتاً إلى أن الوضع مآساوي في هذه المشافي(البيان والحكيم وعمر بن عبد العزيز)  مشدداً على أنه تم استهدافها أكثر من مرة ما يدل عى أنه أمر مقصود. وأشار “الحكيم” إلى أن هناك أشخاص كانوا على أسرة العلاج في المشافي واستشهدوا  نتيجة استهدافها بالقذائف والصواريخ الروسية.

وأكد “الحكيم” لراديو الكل، أن مايحدث في حلب يشكل نقطة سوداء في جبين كل من يشاهد هذه الكارثة ولا يحرك ساكناً.

في موازاة ذلك، قالت الأمم المتحدة إن مخزونها من الغذاء والدواء في أحياء حلب الشرقية، أصبح “خاوياً” خاصة وأنها لم تتمكن من الوصول إلى هذه الأحياء المحاصرة.

وقال “فرحان حق”، نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة أمس: “نحن قلقون للغاية إزاء الأعمال العدائية الجارية في حلب ولاسيما التقارير التي تتحدث عن استمرار القصف الجوي المكثف والقصف العشوائي”.

وأضاف “لا تزال الأحياء الشرقية من حلب بعيدة عن وصول العاملين في المجال الإنساني إليها حيث يعيش أكثر من 275 ألف شخص وسط ظروف مروعة”. وأكد المسؤول الأممي أن “المخزون الغذائي للأمم المتحدة أصبح خاوياً، كما أن المخزون الدوائي في المدينة وصل إلى مستويات منخفضة بشكل خطير”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى