بين سوء المناخ وانعدام الرعاية.. موسم الزيتون بريف إدلب يتراجع بشكل كبير

مقدام بصبوص _ خاص راديو الكل

بدأ المزارعون في إدلب بجني محصول الزيتون لهذا العام في ظل تراجع إنتاج أشجار الزيتون بشكل كبير، وتميز موسم الزيتون لهذه السنة بفتور غير مسبوق، وذلك بعد تراجع الموسم الماضي بنسبة 25 بالمئة، في ما أدى هذا التراجع إلى انخفاض إنتاج زيت الزيتون وبالتالي ارتفاع سعر “تنكة” الزيت لتسجل رقماً قياسي غير مسبوق .

وحول هذا الموضوع أفاد السيد “سامر شبيب” وهو أحد المزارعين المقيمين في قرية “مرديخ” بريف إدلب الشرقي، أنه خلال الموسم الماضي وصل سعر ليتر الزيت إلى 950 ليرة سورية، أما هذا الموسم فقد بلغ سعر اللتر الواحد أكثر من 1200 ليرة سورية، هذا إن وجد في السوق . من جهة أخرى، أدى تراجع إنتاج زيت الزيتون هذا الموسم إلى خسارة كبيرة بالنسبة للفلاح بالدرجة الأولى، فقد تحول من مورد لزيت الزيتون إلى مستهلك له، وقد لا يكفي ما يملكه من أراضي زراعية لسد احتياجاته من الزيت، وهذه الإحصائية تشمل معظم أصحاب بساتين الزيتون (متوسطة عدد الأشجار) والذين يشكلون السواد الأعظم من الفلاحين.

وفي الدرجة الثانية، تصيب هذه الخسارة المستهلك بشكل مباشر، ويتمثل ذلك في عدم وفرة زيت الزيتون الذي يحتاجه فضلاً عن ارتفاع الأسعار الذي بدأ يظهر مع بداية الموسم.

وفي هذا الإطار قال “شبيب”: إنه يملك بستان يحوي مايقارب 300 شجرة زيتون وقد أنتجت له العام الماضي 3 أطنان من الزيتون أي مايعادل 700كغ من الزيت أما هذا العام فكان المنتوج 300 كيلو من الزيتون أي مايقارب 75 كغ من الزيت

وأضاف، في هذا العام وصل إنتاج أرضي كلها إلى 5 تنكات زيت فقط، وهي لا تكاد تسد ما أنفق على بستاني خلال عام زراعي كامل، وقد أحتاج إلى شراء زيت زيتون في الوقت الذي كنت أبيعه للمستهلك، وأكسب الأرباح من التجارة في الزيت .

ويعود تراجع الإنتاج لأسباب عديدة، أهمها قلة الأمطار بالدرجة الأولى ما سبب جفاف التربة، وارتفاع درجات الحرارة التي أدت إلى قلة الإنتاج هذا العام، أما بالنسبة للحلول المطروحة فتتمثل بالتواصل مع المنظمات العاملة على الأرض لتقديم دعم فعلي لمزارعي الزيتون إما عن طريق حفر آبار سطحية أو المساعدة بالأسمدة اللازمة .

يشار إلى أن موسم الزيتون كان كل عام يؤدي إلى تشغيل الأيدي العاملة خلال عملية جني الثمار، بالإضافة لعملية عصر الزيتون فضلاً عن تزويد السوق المحلي بزيت الزيتون ليباع للمستهلك، ويعود بالمنفعة للفلاح وللمستهلك في تأمين مؤونته السنوية. إضافة إلى ذلك أصبح يستخدم لب الزيتون في التدفئة بدلا من الحطب في تصنيع مادة البينزين من لب الزيتون.

يذكر أن محافظة إدلب تشتهر بشجر الزيتون وزيت الزيتون ذو الجودة العالية على مستوى العالم، وتعد شجرة الزيتون العائد الأساسي للفلاح في محافظة إدلب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى