معلقاً على تصريح “أوباما” حول مستقبل سوريا.. “جعارة”: أمريكا سمحت لروسيا بتدمير سوريا ومنعت السلاح عن المعارضة
تيم الحاج/راديو الكل
علق الكاتب والصحفي السوري “بسام جعارة” على تصريح الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” عن مستقبل سوريا، قائلاً: إن “أوباما” ومن خلال تصريحه هذا يبشرالمعارضة السورية بشكل مباشر بالهزيمة وهو الذي كان يقول دائماً: إن أيام الأسد معدودة، حسب وصف جعارة.
وفي تصريح له أمس، قال الرئيس الأمريكي “باراك أوباما”: إنه “غير متفائل حيال المستقبل القريب لسوريا”، مشيراً في حديثه، إلى أن روسيا وإيران اتخذتا قراراً بدعم بشار الأسد في حملته الجوية الوحشية، ومن الصعب أن نرى طريقة لكي تحافظ المعارضة المعتدلة والمدربة على موقعها لوقت طويل، على حد قوله.
وحض “أوباما” نظيره الروسي “فلاديمير بوتين” خلال لقاء غير رسمي دام لدقائق على هامش قمة منظمة التعاون الاقتصادي (أبيك) في “البيرو”، على بذل مزيد من الجهود للحد من العنف، مشيراً إلى أنه يجب مواصلة المبادرات بين “كيري” و”لافروف” مع المجتمع الدولي للتخفيف من معاناة السكان.
وفي هذا السياق، أكد “جعارة” في حديث مع راديو الكل اليوم، على عدم وجود أي توتر بالعلاقة بين أمريكا وروسيا وأن مايجري في سوريا هو حصيلة اتفاق أمريكي – روسي.
وأوضح أن وجهة النظر الأمريكية كانت تقول: “لكي نصل لحل سياسي في سوريا يجب تغيير الوضع على الأرض لإجبار النظام على القبول بالمفاوضات وفق مانص عليه بيان جنيف1، لكن ما فعله أوباما هو بدلاً من الضغط على الأسد منع وصول السلاح للمعارضة المسلحة فاختلت موازين القوى إضافة لعدم تدخله بالغزو الروسي”.
مؤكداً في الوقت ذاته، أن “أوباما يعلم تماماً أنه لوكان هناك صواريخ مضادة للطائرات لما تجرأت روسيا على القصف وارتكاب كل هذه الجرائم، كما أنها (يقصد روسيا) لن تتحمل إسقاط عدد من طائراتها لو كان هناك سلاح نوعي”.
وقال “جعارة”: “ألاعيب أوباما لم تعد تجدي نفعاً والوضع بات مكشوفاً وأمريكا سلمت سوريا لروسيا لإخضاع الشعب السوري”.
الوضع في حلب:
وفي هذا الإطار، أشار الكاتب والصحفي السوري “بسام جعارة”، إلى إن روسيا لن تتوقف عن تدمير حلب لأنها تعلم جيداً أن ليس هناك أحد سيقدم شيئاً للشعب السوري ليواجه هذا الغزو.
وأوضح “جعارة” لراديو الكل، أنه لا يجب التعويل على الإدارة الأمريكية الجديدة قائلاً: “الأمريكان هم الأمريكان يعلمون أن رأس الإرهاب هو بشار الأسد ومع ذلك لم يتدخلوا ويمنعون أي أحد من تقديم المساعدة العسكرية للشعب السوري”.
ولفت “جعارة” إلى أن روسيا ستكترث وترتدع عن قصف الشعب السوريا في حال كان هناك موقف جاد من قضية تسليح المعارضة. وأضاف قائلاً: “لكن في ظل غياب هذا الموقف ستستمر روسيا والأسد وإيران بارتكاب جرائم الحرب كل يوم، لأن المعارضة المسلحة مشلولة ولا تملك إمكانية صد هذه الجرائم التي يتعرض لها الشعب السوري”.
وخلص “جعارة” إلى القول: إن المسألة في حلب لاتتعلق بفصائل مسلحة فبعد أن فشلت روسيا في دخول المدينة، عملت على تدميرها فوق رؤوس ساكنيها كما فعلت سابقاً بـ”غروزني الشيشانية” حينها سيجبر السكان على ترك المدينة وهذا ماتريده روسيا وبرضى أمريكي، على حد وصفه.
مبادرة أوروبية:
وعن الاجتماعات التي ضمت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، “فيديريكا موغيريني” مع ممثلين عن الهيئة العليا للمفاوضات والائتلاف وهيئة التنسيق خلال الأيام الماضية، قال “جعارة”: “موغريني” أعلنت صراحة أنها لا تريد فرض العقوبات على روسيا بل تتحدث عن حل سياسي ولا يجب التعويل على أي موقف أوروبي على الإطلاق، على حد قوله.
وأشار في هذا السياق، إلى أن الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” رفض خلال اجتماعه الأخير مع الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على روسيا، على عكس ماحدث في أوكرانيا حين وافق “أوباما” على فرض عقوبات على موسكو.