
مشافي حلب خارج الخدمة.. والأطباء يجرون العمليات في ممرات النقاط الطبية
مي الحمصي / راديو الكل
لجأ الأطباء في أحياء حلب المحاصرة إلى إجراء العمليات في ممرات النقاط الطبية وذلك بعد خروج مشافي المنطقة جميعها عن العمل منذ عدة أيام نتيجة قصفها بالطيران الحربي الروسي وطيران النظام.
وأفاد مدير قسم الطبابة الشرعية في مدينة حلب “محمد أبو جعفر الكحيل”: أن الهجمة العسكرية الشرسة التي تتعرض لها حلب استهدفت البنية التحتية وعلى رأسها المشافي، إذ خرجت معظم المشافي عن الخدمة كليا أو جزئياً.
واعتبر “الكحيل” قصف مستودعات الأدوية في ظل الحصار المفروض على المدينة وعدم وجود بدائل يضع الوضع الطبي فيها على شفا حفرة من الانهيار، لافتاً أن تعذر علاج الجرحى يعود إلى تدمير المعدات الطبية ومستودعات الأدوية بالقصف، حيث أصبح العلاج الوحيد المتاح الآن هو الإسعافات الأولية.
وشدد “الكحيل” في حديث لراديو الكل، على أن كافة المواد الطبية والأدوية الضرورية في غرف العمليات باتت شبه مفقودة، مشيراً إلى اللجوء إلى أقبية تحت الأرض أو غرف لتأمين مكان يسعف فيه الجرحى.
ولم يتوقف النظام عند هذا الحد إنما استهدف منظومة الإسعاف والدفاع المدني بشكل ممنهج ما أخرج العديد منها عن الخدمة وفق “الكحيل”، الذي نوّه للنقص الكبير لمادة الوقود في الأحياء المحاصرة ما يشكل عبئاً إضافياً.
أما بالنسبة للأطفال الخدج الذين كانوا في الحواضن أثناء قصف مشفاهم، فنقلوا إلى أماكن متفرقة بعيداً عن تلك النقطة ولكن ذلك لا يبعد الخطر عنهم، لضعف الإمكانيات الطبية المتاحة.
وكشف ” الكحيل” أن الأطباء يعملون بأقصى جهدهم تحت القصف وقذائف الطيران، إلا أن وضعهم النفسي سيئ لعدم قدرتهم على رعاية عدد كبير من الجرحى، وفي ظل النقص في المواد الطبية بدأوا يلجؤون للبدائل.
من جهته أكد مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني في محافظة حلب “إبراهيم أبو الليث”: أن الوضع الطبي في أسوأ أحواله فالأطباء يضطرون لإجراء العمليات الجراحية المعقدة في ممرات النقاط الطبية.
“المصاب في حلب ينزف حتى الموت”، هي عبارة قالها أحد المحاصرين لراديو الكل، خلال جولة له هناك، ناقلاً بكلماته واقع الحال الطبي بعد تدمير مشافي الأحياء الشرقية.
وأضاف آخر أن مصير المصاب اليوم بات واضحا إما البتر، أو الدفن على حد قوله، واصفاً الحالة الطبية بحلب بالمتردية.
من جهته حاول راديو الكل، إجراء اتصالات متعددة مع الأمم المتحدة ومنظمة “هيومان رايتس ووتش” و”اليونيسيف” ومنظمة الصحة العالمية وغيرها حول هذا الموضوع، لكن دون رد يذكر.
تأتي هذه المعاناة في الوقت الذي تكتفي فيه مستشارة الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية “سوزان رايس” ببيان يدين قصف المشافي بحلب، فيما دقت منظمة الأمم المتحدة ناقوس الخطر، ليحذر مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا “يان ايغلاند” من تفاقم الوضع الكارثي في المدينة المحاصرة، في حين، اعتبرت الأمم المتحدة في تقرير سابق لها قصف نظام الأسد وروسيا للمشافي جريمة حرب.
هذا ويذكر أن مديرية صحة حلب أصدرت منذ عدة أيام بياناً تؤكد فيه خروج مشافي الأحياء المحاصرة عن الخدمة بعد قصفها بالطيران الحربي.