التهاب الكبدA يجتاح الأحياء المحاصرة في حلب
مي الحمصي – راديو الكل
ظهرت مؤخراً العديد من حالات التهاب الكبد الوبائي A بين المدنيين في أحياء حلب الشرقية إثر الحصار الثاني الذي فُرض عليها منذ قرابة الشهرين.
وأرجع بعض المحاصرين هذه الحالات لضعف خدمات النظافة في الشوارع وقلة مواد التنظيف وندرة المياه في المنازل وظروف الحصار التي أضعفت مناعة الأهالي خاصة الصغار منهم، وذلك خلال جولة لراديو الكل هناك، فيما اعتبر البعض أن الخوف الشديد من الطيران والقصف هو سبب المرض، مؤكدين انتشار المرض بين الأطفال بالدرجة الأولى.
من جهته، أوضح طبيب الداخلية “باسم شندير” أن سبب المرض، هو إصابة فيروسية تنتقل عن طريق الماء والطعام الملوثين ببراز شخص مريض، ولا تظهر أعراض الإصابة بهذا المرض والمتمثلة بـ (اصفرار الجلد والعين والغثيان، والإقياء وألم في البطن، ونقص سوائل في حال كان الإقياء مستمر وارتفاع في درجة الحرارة) على كافة المصابين به، مشيراً إلى أن التهاب الكبد A ينتشر بكثرة في زمن الحروب.
وأضاف “شندير” في لقاء مع راديو الكل، أن الكشف عن المرض يتم سريرياً، إن لم تكن خدمة التحاليل المخبرية متاحة كما في المناطق المحاصرة بالداخل السوري، مشيراً إلى ظهور هذا المرض بين صفوف الأطفال أكثر من الكبار، ويمنح المصاب به مناعة دائمة.
وأكد “شندير” أن لليرقان أسباب عديدة، نافياً أن يكون الخوف واحد من مسببات المرض، ولفت إلى أن العدوى لا تنتقل من الأم الحامل لجنينها.
وبيّن “شندير” أن أخطر مضاعفات المرض هو الإصابة الشديدة في الكبد ما يؤدي لعجز الكبد عن القيام بوظائفه فيصاب الشخص بما يعرف بالتهاب الكبد الصاعق، ومن أبرز أعراضه التغيب عن الوعي، وانخفاض السكر في الدم، وأحياناً حصول وذمة في الدماغ، لافتاً أن نسبة تطور المرض لهذه الحالة ضعيفة جداً ولا تتجاوز ال 1بالمئة.
وتعتبر الحالة الالتهابية للمريض السبب في عدم تحمل الجسم للدسم من الناحية الهضمية، لذا يّنصح بالسكريات كونها تزود الجسم بالطاقة وتُهضم بسهولة، وكذلك شرب كميات كبيرة من المياه تجنباً لحصول التجفاف، وفق “شندير” الذي نصح في ختام حديثه، في المحافظة على النظافة الشخصية وغسيل اليدين بشكل جيد وكذلك الخضار وكلورة المياه، وتجنب تناول الطعام من ملعقة المريض أو وعائه.