حي الوعر بين نيران القصف ورحمة “الهدن”

أحمد زكريا/راديو الكل

تتسارع الأحداث في حي الوعر الحمصي المحاصر، الذي شهد في الأسابيع الماضية، عمليات عسكرية  ممنهجة وقصفاً بكافة أنواع الأسلحة المدفعية والصاروخية وبقذائف النابالم الحارقة، في سعي من النظام لإخضاع الحي وإرغام الأهالي على تنفيذ شروطه، والتخلي عن مطالبهم فيما يتعلق ببند إطلاق سراح أكثر من 7000 معتقل في أقبية سجونه.

“هدنة تحت النار” هو العنوان الأبرز للمفاوضات التي جرت الأسبوع الماضي داخل حي الوعر، وفق وصف الأهالي المحاصرين،  والتي عمل النظام مراراً وتكراراً على النكوث بها، من خلال المماطلات والوعود الزائفة، من أجل الوصول لمبتغاه، بإخلاء الحي من أهله وثواره.

فصل جديد من فصول العودة لطاولة المفاوضات،  ألقت بظلالها من جديد في الأيام القليلة  الماضية على أحداث الحي المحاصر، ليكون عرابها الأكبر هذه المرة،  ليس النظام  أو شريكه الإيراني، بل  الوسيط الروسي الذي بات المحرك الأكبر لكل القرارات العسكرية والسياسية وحتى المحلية في الداخل السوري، وفق ما تحدث به مدير مكتب المشاريع في مجلس محافظة حمص الحرة “زكريا الموليّا”.

وأوضح “الموليّا” لراديو الكل، أن لجنة حي الوعر اتفقت مع الوسيط الروسي، على هدنة مدتها أسبوع، يتم خلالها وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية على الحي، مقابل أن يعاد فتح ملف المعتقلين ومعرفة مصيرهم، لافتاً أن الكرة الآن باتت في ملعب النظام، الذي يصعد من عملياته للضغط  والتخلي عن هذا البند.

ليبقى المصير المجهول يتهدد حياة أكثر من 100 ألف مدني محاصر في حي الوعر، في ظل استمرار النظام بالضغط عليهم، وسط غياب أي دور أممي، لإنقاذ المدنيين، على الرغم من أصوات المناشدات التي تتعالى  داخل الحي، والتي لم تلقى حتى اليوم أي آذانٍ صاغية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى