القطط والكلاب تنهش الجثث العالقة تحت الأنقاض.. وإعدامات ميدانية ينفذها نظام الأسد بحق المحاصرين في حلب

تيم الحاج/راديو الكل

كتب “محمد” في آخر منشور له على موقع “فيس بوك”:  “لو أحب بشار الأسد تحرير الجولان المحتل  كما أحب السيطرة على حلب المحررة لاستعدنا  كل الأراضي المحتلة من قبل إسرائيل”.

بهذه العبارة اختتم “محمد” أحد المحاصرين في حلب الشرقية، مسيرته الثورية في حي بستان القصر أحد أكبر الأحياء المحررة منذ أربع سنوات في مدينة حلب، قبل أن يغزوها نظام الأسد والميليشيات الأجنبية (غالبيتها شيعية ومدعومة من إيران) وبإسناد جوي مكثف من الطيران الروسي.

وليبقى مصير هذا الشخص إضافة إلى الآلاف من أقرانه مجهولاً بعد دخول النظام إلى أحياء (الشيخ سعيد والفردوس والمغاير والكلاسة وبستان القصر والجلوم والعقبة) وسط ورود أنباء عن تنفيذ إعدامات ميدانية جماعية بحق المدنيين وخاصة الشبان، وقد بلغت حصيلة القتلى الموثقين حتى الآن أكثر من 80 شخصاً، في حين تم فقدان الاتصال بآلاف المدنيين الذين لم يتمكنوا من النزوح للأحياء الواقعة غرب نهر قويق (خاضعة لسيطرة المعارضة).

وفور سيطرة النظام على تلك الأحياء، انطلقت نداءات الاستغاثة  ممن تبقى من المدنيين المحاصرين، مخاطبين للمنظمات الدولية لأجل التحرك العاجل لحمايتهم وإخراجهم عبر ممرات آمنة قبل تقدم النظام إليهم مرة أخرى، خاصة وأنه لم يتوقف عن عملياته العسكرية رغم كل التحذيرات الأممية والدولية، متجاهلاً ومن قبله روسيا كل التهديدات بالمحاسبة على جرائم الحرب المرتكبة وعلى انتهاكهم لحقوق الإنسان.

المشهد في حلب الشرقية:

مراسلنا في حلب، قال: إن 150 ألف مدني  يتواجدون الآن في 4 أحياء فقط ومنهم من ينتشر في الشوارع في ظل البرد. وأكد عدم وجود ملاجئ، وأن غالبية العوائل النازحة اتخذت من المحلات المدمرة مسكناً لها وسط ظروف جوية باردة، وفقدان تام لوسائل التدفئة، ولمادة الخبز.

من جهة أخرى، أفاد مراسلنا، عن ارتكاب مجازر بحق المدنيين الذين بقيوا في منازلهم ولم ينزحوا، وأوضح أن قوات النظام قامت بحرق 3 نساء و3 أطفال بحي الفردوس يوم أمس.

الدفاع المدني:

من جانبه، أكد مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني بحلب “ابراهيم أبو الليث”، أن هناك وضع كارثي في حلب المحاصرة، وأن آلاف النازحين يتوافدون للأحياء وسط انعدام كامل لكل مقومات الحياة.

وقال “أبو الليث” لراديو الكل: “أكثر من 20 شخصاً مازالو  تحت الأنقاض في حي الزبدية جراء استهدافه يوم أمس بالصواريخ، وتمكنا من إنقاذ 5 أشخاص فقط وهناك عالقون كثر في الأحياء التي سيطر على النظام”، مشيراً في الوقت ذاته، إلى أن القطط والكلاب نهشت من الجثث العالقة تحت الأنقاض، وذلك بسبب فقدانهم لمعداتهم إثر تقدم نظام الأسد والميليشيات الأجنبية.

مناشدات:

الطبيب “سالم أبو النصر” من داخل أحياء حلب المحاصرة، وجه نداء عبر راديو الكل، لجميع المنظمات والهيئات والدول، للضغط على روسيا ونظام الأسد لوقف القصف على المدنيين.
مشيراً إلى تدني الوضع الطبي بسبب خروج المستشفيات عن العمل نتيجة القصف، في ظل وجود آلاف النازحين في ما تبقى من أحياء محررة.

وعن الأنباء التي تتحدث عن تصفية الكادر الطبي (من بينهم طبيبة نسائية) في مركز “الحياة الطبي” بحي  الكلاسة، أشار “أبو النصر” إلى أن ذلك ممكن لكن لم يتم تأكيده من مصدر موثوق.

من جانبه، اعتبر الناشط الإعلامي “محمود نور” أن المحاصرين في حلب باتوا بعداد المعتقلين، مشيراً  إلى وجود تخوف لدى الأهالي من ارتكاب مجزرة كبرى بحقهم، في حال لم يكن هناك تحرك جدي لإنقاذ المدنيين.

وأضاف، أن هناك بعض العوائل تخرج لمناطق سيطرة النظام هرباً من الحصار ومن القصف الذي يستهدف المدنيين، لافتاً إلى أن النظام يستقبل هؤلاء بالترحيب أولاً ثم يعتقل الشبان منهم.

وناشد “نور” عبر راديو الكل، جميع المنظمات الإنسانية المعنية بالعمل على إخراج جميع النساء والأطفال قبل ارتكاب النظام مذبحة بحقهم.


.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى