بعد 10 ساعات قضتها تحت الأنقاض.. الدفاع المدني ينتشل طفلة على قيد الحياة في مدينة سراقب

نيفين الدالاتي –  راديو الكل

هي طفلة رضيعة تبصر النور بعد ولادة لم تكن من رحم وأحشاء أمها، إنما من تحت ركام المنزل الذي انهار فوقها في مدينة سراقب بريف إدلب الشمالي، بعد أن تعرض لقصف جوي من الطيران الحربي باستخدام الصواريخ المحملة بالمظلات.

لحظة من الحياة وسط الموت؛ شهدها عناصر الدفاع المدني أول أمس الأحد خلال عمليات الإنقاذ، عندما تمكنوا من انتشال الطفلة “فاطمة الإبراهيم” ذات الستة أشهر على قيد الحياة، بعد عشر ساعات متواصلة من العمل الشاق، في عملية كانت أشبه بالمعجزة حسب ما وصفها رئيس مركز الدفاع المدني في سراقب “أسامة باريش”، والذي تحدث عن تلقي منظومة الدفاع المدني إبلاغاً بوجود طفلتين تحت الأنقاض، بعد أن فقدوا أي أمل بخروج ناجين، ليتم انتشال الطفلة الأولى وقد فارقت الحياة، فيما نجت الأخرى بعد أكثر من عشر ساعات من العمل الشاق المتواصل، مؤكداً بأن الصغيرة سليمة وبصحة جيدة.

مهمة كانت شبه مستحيلة، أن تجد ناجياً تحت أنقاض مبنى منهار، إلا أن المسعفين ظلوا يبحثون تحت الردم عن حياة، وهم يرهفون السمع بحثاً عن أنين أو صراخ في لحظات تحبس الأنفاس، كسر صمتها صوت أعاد إليهم الأمل وبعث فيهم طاقة وقوة من جديد، حتى وصلوا إلى الصغيرة التي كانت في مكان أبعد ما يكون عن توقعاتهم، وفق ما قال “ليث العبد الله”، الإعلامي في مركز الدفاع المدني في سراقب، والذي وصف حالة الطفلة لحظة انتشالها وتعرضها لرضوض وحروق بسيطة، فيما اختبر هو وزملاؤه شعوراً لا يوصف بالسعادة والرضا، مشدداً على أنهم ماضون في عملهم رغم نقص الإمكانيات والمعدات.

إذاً طفلة أخرى أراد لها الأسد أن توأد وشاء الله أن تولد من جديد، في لحظة تختزل مشهد الدمار والألم بصرخة صغيرة تعلن أننا أحياء وباقون وللحلم بقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى