زهير سالم لراديو الكل: عودة حلب مرهونة بتغيير الثوار استراتيجيتهم وتجاوز أخطائهم

نيفين الدالاتي/خاص راديو الكل

اعتبر مدير مركز الشرق العربي للدراسات والحضارات الاستراتيجية “زهير سالم”؛ سقوط حلب نقطة مفصلية في تاريخ الثورة السورية، تضع السوريين جميعاً معارضين وموالين على مفترق طرق وليس الثوار وأهل حلب فقط، وبأنه لا يمكن لأحد التعامي عن آثارها وتداعياتها على المشهد الميداني.

ورأى “سالم” بأن خسارة الفصائل المعارضة لمعركة حلب قد تكون بداية النهاية، ويمكن لها أن تغدو نقطة تحوّل في الموقف والسلوك الثوري والسياسي، من أجل تجاوز كل أخطاء الثوار القاتلة على حد تعبيره، مشدداً على ضرورة تغليب العقل السياسي على العقل العاطفي، الذي لا يقدّم أي حلول أو بدائل أو مخرج من المأزق الحالي.

وأشار “سالم” خلال حديثه مع راديو الكل؛ إلى وجود أدوار متعددة على الأرض كانت وراء سقوط حلب، من بينها علاقة الفصائل فيما بينها، ومواقف القوى السياسية والشعبية التي تم إقصاؤها عن المشهد السوري، إلى جانب انطلاق معركة درع الفرات، التي كانت نقطة “إسقاط” حلب وليس “سقوطها” حسب ما شدّد، لافتاً إلى مسؤولية الدول الصديقة للثورة السورية قبل المعادية لها فيما جرى.

ورداً على سؤال حول مدى قدرة القادة في ريف حلب الغربي على تغيير المعادلة وقلب موازيين القوى والكرّ مجدداً باتجاه حلب؛ رجا “سالم” ألا يكون ذلك إذا كانوا سينتهجون ذات العقلية والأساليب والأخطاء التي لم تكن في التكتيكات إنما بالاستراتيجيات، داعياً إياهم إلى ضرورة تصحيح الرؤية الاسترايتجية، والتي لابدّ أن تنسحب على كل الثورة وليس حلب فقط.

وعن دور الفصائل في خسارة معركة حلب؛ رفض “سالم” تحميلها وحدها المسؤولية واصفاً إياهم بالمخطئ الأخير، وبأن هناك عوامل دولية وإقليمية واستراتيجية وصلت بالفصائل إلى ماهي عليه اليوم، وجعل لكل منها حسابات وتقديرات ومحاذير، مؤكداً على ضرورة أن يكون هناك عقل جمعي حكيم تحتكم إليه جميع الفصائل، ويفصل في خلافاتهم التي لم يعتبر أنها غريبة ضمن فصائل تشكّلت بصورة عفوية، وقد تتضارب مصالحها في كثير من الأحيان، مستشهداً بخلافات الأنصار في عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ومدللاً على ذلك بالآية القرآنية الكريمة: ” وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ”.

وفيما يتعلق ببقاء الفصائل المعارضة رهناً بالأطراف الداعمة وأجنداتها؛ برّر “سالم” ذلك بأن السوريين خرجوا بداية بصدور عارية، إلا أن عدداً من الأطراف الدولية والإقليمية منحوا نظام الأسد ما يواجه به هؤلاء المتظاهرين السلميين الذين لا يملكون عصا ولا حجر، فيما دفع تمادي النظام بالعنف والقتل؛ الثورة وأصحابها باتجاه العسكرة، وليصبح مقاتلوها أداة بيد من يقدم لهم السلاح الذي يحتاجون، مشيراً إلى أن جميع الأطراف الداعمة تعمل وفق أهوائها وبما يخدم مصالحها، وليس لأجل الشعب السوري.

وختم “سالم” حديثه مع راديو الكل؛ بالتأكيد على أهمية وجود مرجعيات ضمن الفصائل المقاتلة لا تحمل السلاح، إنما تقدّم المشورة والرأي، وتواجه خلافات القادة والفصائل فقط بالعقل وهو جلّ ما نحتاج إليه في هذه الثورة حسب تعبيره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى