ناشطة من داخل حلب المحاصرة: قبل خروجي سأحمل تراباً من قبور أصدقائي الشهداء

مي الحمصي – راديو الكل

أفادت الناشطة الإعلامية “عفراء هاشم” من داخل أحياء حلب المحاصرة (والمتواجدة داخل المشفى الميداني الوحيد العامل هناك)، أن هناك أكثر من 57 جريحاً داخل هذه النقطة ينتظرون الإجلاء منذ ثلاثة أيام ولم تدخل أية سيارات إسعاف حتى اللحظة، مشيرة إلى وفاة 3 جرحى أمس، نتيجة نقص الرعاية الطبية والبرد الذي أودى أيضاً بحياة طفل حديث الولادة، وضعته والدته بعملية قيصرية قام بها ممرضون لعدم وجود كادر طبي.

“لو نستطيع منحكم أعيننا لترون الواقع الذي نعيشه بوضوح أكبر” هي عبارة اختزلت بها “هاشم” حجم المأساة التي يعشيها الجرحى في هذه اللحظات، خاصة وأن هناك قرابة الـ 10 حالات وضعها حرج، ينتظرون بفارغ الصبر وصول سيارات الإسعاف، مؤكدة عدم خروج أي جريح من النقطة الطبية اليوم.

وأضافت “هاشم” لراديو الكل، أن هناك قرابة الـ 30 ألف مدني معظمهم من النساء والأطفال يقفون في الشوارع عند النقطة صفر بانتظار دورهم في الإجلاء، في ظل البرد ونقص الأغذية، حيث تنعدم مادة الخبز بشكل تام لتوقف الأفران في المنطقة، منوهة إلى أنها تقوم بخبز القليل من العجين على الحطب لإطعام أطفالها، ريثما يحين موعد خروجهم، إذ أنها تنوي البقاء مع أسرتها والممرضين حتى يخرج جميع الجرحى من المنطقة.

وفيما يخص الشائعات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، بخصوص انتحار بعض السيدات خوفاً من تقدم قوات النظام وانتهاك أعراضهم، أوضحت “هاشم” انه لم تحصل أية حالات داخل الأحياء الخاضعة لسيطرة الثوار، ولكنها لا تستطيع الجزم إن حصل ذلك في الاحياء التي تقدم إليها النظام.

وعن وداع الأهالي لبعضهم ولمدينتهم قالت “هاشم”: “ترى الناس يحرقون بيوتهم وممتلكاتهم وسياراتهم، حتى الأطفال يحاولون كسر دراجاتهم كي لا يسرقها الشبيحة”، ناقلة أمنية واحدة من الأمهات بحمل عظام أبنها الشهيد من قبره قبل الخروج، خوفاً من أن تقوم قوات الأسد بنبش قبره كما فعلت في حي “الشيخ سعيد” الذي سيطر عليه النظام مؤخراً.

“سأحمل ترابا من فوق قبور أصدقائنا الذين سبقونا بالشهادة، رفاقنا الذين تظاهرنا معهم، هتفنا سوية، تعاهدنا على الاستمرار بالثورة، وسأعدهم بالعودة إلى حلب” هو جواب الناشطة الإعلامية على سؤال راديو الكل لها، حول ما ستحرص على حمله قبل الخروج من أحياء حلب المحاصرة.

وفي ختام حديثها، قالت “هاشم”: “حلب ذاقت القهر وذاقت الخذلان من أقرب الناس، لكننا سنلملم أوراقنا ونعود لأرض الشهداء شاء من شاء وأبى من أبى”، فكما يقال “يوم لنا ويوم علينا” بإذن الله سنعود ذات يوم لحلب، وستبق صور أطفالنا ودمار بيوتنا شاهداً على حجم صمودنا الهائل في وجه إجرام الأسد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى