سياسة التهجير القسري مستمرة وآخر محطاتها حلب ومضايا

نيفين الدالاتي/ خاص راديو الكل

بعد بدء خروج المقاتلين والمدنيين من أحياء مدينة حلب الشرقية المحاصرة؛ وقبيل خلوها من سكانها تماماَ، تحضر إلى الساحة مجدداً سياسة الأسد في تضييق الخناق على المدن الثائرة، ومن ثم رفع الحصار عنها مقابل إفراغها من سكانها الأصليين الذين لا يعلم أحد متى أو فيما سيسمح لهم بالعودة إليها.

مناطق عدّة شهدت اتفاقيات مماثلة وبرعاية أممية، كان أولها حمص القديمة التي شهدت يوم السابع من أيار عام 2014، تنفيذ أول اتفاق يقضي باستبعاد سكانها وأبنائها المقاتلين إلى أرياف حمص الشمالية وذلك بعد أكثر من عامين على حصار أحيائها.

وكانت داريا التي حوصرت على مدى أربعة أعوام، حيث أفضت المفاوضات فيها إلى إخراج أكثر من ثمانية آلاف شخص، وإلا حرقها وإبادة كل من فيها، لتبدأ عملية إخلائها يوم السادس والعشرين من شهر آب العام الجاري وحتى الثامن والعشرين منه.

حملات إفراغ مشابهة شهدها الريف الدمشقي، من بينها مدينة معضمية الشام التي خرجت فيها تزامناً مع بدء التحضيرات للإخلاء تظاهرات لنساء وأطفال، وأقامت سداً بشرياً على معبر المدينة الرئيسي رفضاً للخروج من المدينة، إلا أن ذلك لم ينفع العملية من المضي قدماً، ثم كان اتفاق مماثل في مدينتي الهامة وقدسيا، دخل حيز التنفيذ يوم الثالث عشر من شهر كانون الأول من هذا العام.

قطار التهجير وصل إلى مخيم خان الشيح وبلدة زاكية نهاية شهر تشرين الثاني الماضي، ثم كانت مدينة التل التي تم إفراغها يوم الثاني من كانون الأول الجاري بعد التوصل إلى ورقة اتفاق بين النظام والثوار الذين لم يملكوا سوى القبول بشروط الأسد بعد أن أرهقها قتلاً وجوعاً.

وبينما لا يزال الترقب سيد الموقف في بلدة مضايا بريف دمشق؛ والتي كانت جزءاً من اتفاق إجلاء المحاصرين من أحياء حلب، يبدو أن الباصات الخضراء في طريقها إليها لإجلاء المدنيين والمقاتلين منها، إضافة لمن تبقى داخل جارتها مدينة الزبداني، والتي أشرفت الأمم المتحدة نهاية العام الماضي على إخراج عدد منهم إلى لبنان وإدلب، تنفيذاً لما عرف باتفاق الزبداني – كفريا والفوعة.

نداءات عاجلة أطلقها ناشطون من داخل بلدة مضايا، حذروا فيها من سياسة النظام الاستيطانية وميلشياته، مشددين على تمسكهم بأرضهم ورفضهم الخروج رغم كل ظروف القصف والجوع والحصار.

إذاً بشار الأسد الذي قالها صراحة بأن الوطن ليس لمن يسكن فيه ويحمل جواز سفره أو جنسيته، إنما لمن يدافع عنه، يعزز مع كل اتفاقية تسوية يفرضها على المناطق المحاصرة فكرة استبدال السكان الأصليين بالميلشيات المرتزقة الأجنبية التي تقاتل إلى جانبه، فيما يبدو أن الباصات الخضراء ستبقى لعنة تطارد السوريين في المناطق المحررة والمحاصرة، دون أن يعلم أحد من سينتظرها في المرة القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى