الحالة الأمنية الخطرة تهدد سير العملية التعليمية في إدلب

حسن المختار – راديو الكل/ إدلب

بعد أن كان التعليم أحد أسمى الأهداف التي تسعى إليها العائلة السورية؛ بات اليوم من الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها مقابل سلامة أبنائهم، كما في إدلب حيث أدّت الحملة العسكرية المستمرة على المحافظة إلى تدني مستوى التعليم بشكل ملحوظ.

عوامل عدّة ومشاكل تواجه سير العملية التدريسية في إدلب، في مقدمتها انقطاع الطلاب عن الدراسة، بسبب تردي الوضع الأمني وتدمير معظم المدارس جرّاء القصف، حسب ما تحدث به مدير مديرية التربية والتعليم الحرة في إدلب “جمال شحود”، والذي أشار إلى وضع خطة لتجاوز هذه التحديات، تتضمن تعليق الدوام في المدارس في المناطق الخطرة لمدة أيام محددة كما في مدينة إدلب حيث تم إيقاف الدوام ثلاث مرات بمعدل ثلاثة أيام في كل مرة، أي ما مجموعه 10 أيام، للحفاظ على أرواح الطلاب والكادر التعليمي من قصف الطيران، على أن يتم تمديد الدوام وتعويض النقص لاحقاً في محاولة لتقريب المستوى التعليمي بين طلاب المناطق الآمنة والغير آمنة في الداخل السوري، لافتاً إلى منح رؤوساء المجمعات التربوية صلاحية اتخاذ قرار تعليق الدوام تبعاً للوضع الأمني في مناطقهم، شريطة أن يتم إبلاغ المديرية بذلك.

وعن موعد الامتحانات الفصلية؛ نوّه “شحود” إلى أنها ستكون في موعدها، بينما سيتم تأخير تاريخ الامتحان النهائي مدة 15 يوم، لسد النقص الحاصل جراء تعليق الدوام، مشدداً على حرص المديرية على متابعة العملية التعليمية عن كثب، معتبراً أنها تسير على نحو جيد رغم جميع التحديات.

في المقابل يعيش طلاب المخيمات واقعاً تعليمياً أفضل نسبياً، كونهم يعيشون في مناطق آمنة ولاتشملهم قرارات تعليق الدوام المدرسي، وفق ما تحدث به الأستاذ “خالد الفهيم” مدير إحدى مدارس مخيمات الشمال السوري، والذي أشار في حديثه مع راديو الكل إلى أن أحد الحلول المقترحة من جانبهم إلى مديرية التربية والتعليم الحرة هو تأمين ملاجئ آمنة لتدريس التلاميذ، منوهاً إلى ضرورة أن تكون أسئلة امتحانات شهادتي الإعدادية والثانوية غير موحدة بين طلاب المخيمات وباقي مناطق ريف إدلب.

يذكر بأن آلاف الطلاب في إدلب تسربوا من المدارس لأسباب قد يراها البعض مقنعة، أهمها تدني مستوى التعليم، وخروج معظم المدارس عن الخدمة جراء القصف، فضلاً عن تردي الواقع الاقتصادي وانتشار الفقر وغياب الوعي الاجتماعي لدى معظم العوائل، والتي باتت تفضل العمل على التعليم بهدف البقاء على قيد الحياة، في زمن حرب لم تبق ولم تذر، شنّها حاكم متمسك بكرسيّه ضد أناس أبرياء لاذنب لهم، إلا أنهم أرادوا الحياة بحرية وكرامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى