بعد التهجير القسري.. كيف يرى الحلبيون ما مر عليهم من أحداث

مي الحمصي – راديو الكل

أطلق الناشطون السوريون على مدينة حلب لقب المدينة “الأخطر في العالم” أمام وابل القصف اليومي الذي يحيق بها، ولتصبح حلب (إحدى أقدم المدن المأهولة بالسكان في العالم) بدون حياة بعد أن خرج ما تبقى من أهلها على إلى مناطق أكثر أمناً تحت اتفاقية باركها الكثيرون كونها تحقن دماء المئات، إلا أنهم نسوا أو تناسوا أنه اتفاق على تهجير قسري للمدنيين من منازلهم التي جمعوا فيها تعب وذكريات العمر.

وحول رحلة الخروج من حلب، إلى المناطق المحررة في الريف الغربي أجرى راديو الكل الاستطلاع التالي مع عدد من المهجرين قسراً من مدينته،  وقال أحدهم: “وضعي كان صعب وصلت لمنطقة الراشدين في الدفعة الثانية ومنها انتقلت لمدينة الأتارب”، شارحا جهوده في البحث عن منزل لأسرته ومدى المساعدة التي تلقاها من كافة الجهات التي استقبلتهم في الريف الغربي، وعبر عن حزنه لفراق المدينة التي عاش فيها طفولته وشبابه وأجمل أيام الثورة.

ووصف آخر، استقبال أهالي ريف حلب الغربي للمهجرين بـ”العظيم”، موضحاً أن المنظمات الإغاثية العاملة في المنطقة قدمت كل ما يحتاجون إليه، وقال: “لكن مع ذلك بقي الشعور بالقهر والألم سيد المشاعر بعد ما أجبرونا على ترك مدينتنا التي فيها كل رفات رفاق الثورة”.

“لا أعتقد أن أحداً نزل من الحافلة الخضراء لم تمتلئ عيناه بالدموع”، هذا ما قاله “محمد بدوي” مدير دائرة الشؤون التعليمية في مدينة حلب عن خروجه منها، مضيفاً أنهم حين كانوا في الأحياء المحاصرة بحلب يشبهون الحياة فيها بالمعتقل للمعاناة التي مرت عليهم من نقص في الغذاء والخوف والرعب الدائم، إلا أن خروجهم من ذلك المعتقل لم يمنحهم أي شعور بالسعادة.

واعتبر الناشط الإعلامي “محمود نور” يوم خروجه من الأحياء المحاصرة من أسوء أيام في حياته، لأنه ترك مدينته التي يحب ويعتبر حجارتها أجمل حجارة في الدنيا، وليقينه بالعودة احتفظ بمفتاح منزله، لافتاً أن ضحكة الأطفال هي ما بثت القليل من السعادة في نفسه.

ورأى الناشط الإعلامي “أبو فهد الحلبي” أن التهجير الذي شهدته حلب لم يحصل في فلسطين من قبل اليهود، مؤكداً أن تهجير المدنيين من مدينة حلب كان على أساس طائفي ممنهج.

وعن رحلة خروجه من حلب أوضح “الحلبي” أنهم خرجوا في 40 حافلة، كل واحدة منها تتسع لـ 115 شخص، وتعرضوا للتوقيف لمدة 20 ساعة على يد الميليشيات المرتزقة الإيرانية، منوهاً إلى خوفهم الشديد في تلك اللحظات على أعراض النساء وأرواح الأطفال إذ لم يكن معهم أي شيء للدفاع عن النفس، وبعد تلك الساعات سمح للقافلة بإتمام طريقها إلى ريف حلب الغربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى