“صبرا” يصف “اجتماع الأستانة” بأنه يقود للتفريط بأهداف الثورة السورية

تيم الحاج/راديو الكل

عقب انتهاء الاجتماع الثلاثي الذي ضم وزراء خارجية (روسيا وتركيا وإيران) قبل أيام، ذهبت موسكو للترويج لما بات يسمى باجتماع الأستانة “لحل القضية السورية عبر عملية سياسية” على حد زعمها.

وكان قد خرج الاجتماع الثلاثي في روسيا، بـ”إعلان موسكو” الذي يتضمن وثيقة من عدة نقاط اعتبرتها الأطراف المشاركة فيها أنها تمثل خارطة طريق لحل القضية السورية، مؤكدة على التزامها بتنفيذ بنودها.

وتعليقاً على هذا الاجتماع، قال نائب رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات الدكتور “جورج صبرا”: إنه  لا يوجد حتى الآن أي مظاهر واضحة لما يخطط له في الأستانة.

وأضاف أنه من غير المعروف من هي أطراف المعارضة المعنية بالاجتماع وعلى أي سوية ممكن تمثيل نظام الأسد”. وأردف قائلاً: “حتى الآن غير معلن تماماً ماهي الأجندة الموضوعة لهذا الاجتماع وقضية الانتقال السياسي”.

“صبرا” أكد في حديث مع راديو الكل، اليوم، أنه لم توجه لهم في الهيئة العليا للمفاوضات دعوة لحضور اجتماع الأستانة.

ويأتي الإعلان الروسي عن المفاوضات في عاصمة كازاخستان بعد سيطرة النظام وعناصر المرتزقة المواليه له، على الأحياء الشرقية لمدينة حلب تحت غطاء جوي روسي عنيف أجبر آلاف المدنيين على ترك منازلهم بعد عملية تهجير هي الأبرز في تاريخ الثورة السورية.

وأوضح نائب رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات، أن الروس يستغلون غياب المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية وعجز الأمم المتحدة. وقال: “بعد أن وضعت روسيا يدها على الأرض تريد الآن وضع يدها على العملية السياسية”.

وتساءل “صبرا” قائلاً: “من يمكنه من السوريين أن يلبي دعوة مثل هذه (اجتماع الأستانة)؟ وهل تذهب الفصائل إلى مؤتمر يقود للتفريط بأهداف الثورة السورية؟”. وقال: “اعتقد أن الفصائل المسؤولة والتي تتمسك بأهداف الثورة لن تقبل بالانضواء تحت أي جناح”.

لافتاً إلى أن ماتطرحه إيران وروسيا من حل سياسي مختلف تماماً عن الحل السياسي المستند على قرارات مجلس الأمن والمجتمع الدولي.

وشدد “صبرا” على أنهم يطالبون في الهيئة بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحية، وأنهم يريدون للمفاوضات أن تكون تحت مظلة الأمم المتحدة وعلى قاعدة جنيف 1 وقرارات مجلس الأمن 2118 و 2254. مطالباً من وصفهم بـ”الآخرين” بالالتزامات الواقعة عليهم.

ويرى مراقبون أن المؤتمر المزمع عقده في عاصمة كازاخستان سيشكل عامل جذب لكل من شعر باقتراب نهاية الحرب في سوريا، وسيسعى للحصول على ما يمكن الحصول عليه من مكاسب صورية من شخصيات وهيئات سورية. خاصة أن الروس شرعوا في اجتذاب عدد من الهيئات شبه المعارضة أو تلك التي امتطت الثورة، وتسعى الآن إلى تحويل الدماء لمكاسب سياسية ومالية، دون أن يعني أي تحول في نظام الأسد وآلياته.

وفي هذا الإطار قال “صبرا”: إن هناك حلول سياسية تفتح جرح التقسيم في البلد وأن لديهم مخاوف جدية من أن يتم تقسيم سوريا.

وأشار إلى أن “هناك حلول سياسية تخدم الثورة السورية وتفتح الباب أمام ولادة دولة سوريا الجديدة، ولكن في المقابل هناك أوهام حلول يمكنها أن تفتح جروح جديدة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى