وفاة 249 شخصاً بسبب البرد في المخيمات والمناطق المحاصرة منذ نهاية عام 2012 ومخاوف من وفيات جديدة

مي الحمصي – راديو الكل

للشتاء الخامس على التوالي، يحل هذا الفصل على الآلاف من النازحين والمهجرين في مخيمات الداخل السوري ودول الجوار، ليسرق البرد بصمت أرواح العديد منهم، فبحسب المتحدثة باسم الشبكة السورية لحقوق الانسان “سمية حداد” بلغ عدد الأشخاص الذين قضوا نتيجة البرد منذ نهاية عام 2012 حتى الشتاء الماضي 249 شخصاً بينهم 71 طفلاً و29 سيدة معظمهم في المخيمات والمناطق المحاصرة، مشيرة إلى أن الشبكة لم يتسنى لها التأكد بعد عن أنباء حول حالات وفاة جديدة نتيجة المنخفض الجوي الذي شهده شمال سوريا مؤخراً.

وأضافت “حداد” قائلة: “للتأكد من أن الوفاة حصلت بسبب البرد يتم التواصل مع الكوادر الطبية المتواجدة على الأرض، لافتة أن أبرز العلامات التي تظهر على هذه الحالات هو الكدمات الزرقاء خاصة على الشفاه وسيلان الدماء من الأنف”.

من جهته، أكد الناشط الحقوقي “مضر الأسعد” أن انخفاض درجات الحرارة إضافة لموجات النزوح الأخيرة من أحياء حلب المحاصرة فاقمت الأوضاع في المخيمات، حيث انتشرت العديد من الأمراض، في ظل ضعف الرعاية الطبية، ونقص مواد التدفئة والأغطية، واهتراء الخيام، منوهاً إلى التقصير الكبير من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والإغاثية في تأمين متطلبات النازحين.

وأضاف “الأسعد” لراديو الكل، أن عدد النازحين المتواجدين في المخيمات العشوائية قرب الحدود التركية شمال سوريا بلغ قرابة النصف مليون نازح، مؤكداً وفاة خمسة أطفال خلال الأيام الأخيرة، ثلاثة منهم لقوا حتفهم في حادثة احتراق إحدى الخيام أثناء التدفئة في مخيم باب السلام، فيما توفي طفلان نتيجة البرد في مخيم بالقرب من مدينة عفرين.

وأجرى راديو الكل جولة في مخيمات الشمال السوري والتقى عدداً من النازحين الذين تحدثوا عن الأساليب التي يتبعونها للحصول على القليل من الدفء في هذا الجو البارد وتمثلت هذه الوسائل بمدافئ الكاز والحطب التي يضعون فيها الملابس والأحذية في حال عدم توافر الحطب أو المحروقات، وأكدوا حصول وفيات نتيجة البرد وحوادث احتراق للخيام.

ولم تكن الحال أفضل في مخيمات الجنوب السوري حيث التقى مراسل راديو الكل، عدداً من النازحين تحدثوا عن قلة مواد التدفئة بالتزامن مع حلول الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، منوهين إلى انتشار الأمراض الموسمية بينهم، وصعوبة تلقي العلاج لبعد النقاط الطبية عن المخيمات، ما يثير مخاوفهم في حال اشتد البرد من وقوع وفيات.

هذا ويذكر أن التعرض للبرد الشديد ولفترة طويلة يؤدي إلى ما يعرف بانخفاض حرارة الجسم إلى ما دون 35 درجة مئوية، علماً ان الدرجة الطبيعية هي حوالي 37 درجة مئوية، ليواصل الجسم فقدان الحرارة باستمرار التعرض للبرد، فتصل في بعض الاحيان إلى ما دون 28 درجة مئوية ما يشكل خطراً حقيقاً على وظائف الجسم الحيوية، ويعد الأطفال وكبار السن الأكثر عرضة لهذا الانخفاض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى