روسيا تمرر قرارها حول وقف إطلاق النار بسوريا في مجلس الأمن.. والمعارضة: وقعنا على بنود مختلفة

تيم الحاج/راديو الكل

اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع، أمس، قراراً قدمته كل من روسيا وتركيا، “يهدف”  لتسهيل تأسيس وقف إطلاق النار في سوريا الذي دخل حيز التنفيذ منتصف ليل الخميس/الجمعة.

وأكد القرار على دعوته مجدداً الأطراف المعنية إلى السماح للوكالات الإنسانية بالوصول السريع والآمن ودون عوائق في جميع أنحاء سوريا، وعلى النحو المنصوص عليه في قرارات المجلس ذات الصلة. إضافة إلى التزام مجلس الأمن بسيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي سوريا، وعلى مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة”.

ويشير القرار إلى البيان المشترك الصادر عن وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران يوم 20 كانون الأول/ديسمبر، والذي دعا إلى مفاوضات سياسية ووقف موسع لإطلاق النار في سوريا.

من جانبه،  وصف الكاتب والمحلل السياسي  “محمود عثمان” توقيع الاتفاق بـ”الحدث التاريخي الهام في تاريخ سوريا”. موضحاً أن الاتفاق يحتوي على نقاط مهمة أبرزها حقن الدماء.

وأكد “عثمان” في حديث مع راديو الكل، اليوم أن مشكلة القضية السورية ليست بالقرارات أو الاتفاقيات إنما في التطبيق.

وتابع  المحلل السياسي: “دائما يتم اتخاذ قرارات في ظل غياب آلية تطبيق القرارات وغياب محاسبة مرتكبي الجرائم، لذلك تبقى القرارات حبراً على الورق”.

ولفت إلى المعطيات المحيطة بالاتفاق، قائلاً: “الروس يريدون أن يكون الاتفاق ثمرة لعملية تدميرهم لحلب وانتصارهم العسكري”. مؤكداً في الوقت ذاته، أن الاتفاق أغفل إلى حد ما إيران.

 

ورجح أن الاتفاق سيصمد لأن الروس بحاجة إليه لذلك تم تمريره على عجالة في مجلس الأمن. متوقعاً وجود تنسيق خفي بين روسا وأمريكا حول الاتفاق.

وفي هذا الإطار، أوضح “عثمان” أن أمريكا لم تعترض أبدا على التدخل الروسي في سوريا، وقال: “مايقوم به الروس سيريح الإدارة الأمريكية الجديدة وستقبله على أساس أنه امر واقع”، على حد قوله.

 

تجاوز إيراني:

 

وقال “عثمان”: “اعتقد أن إيران تحاول اختبار الروس في الميدان (مشيراً إلى محاولة ميليشيا حزب الله التقدم في وادي بردى رغم بدء العمل بوقف إطلاق النار).

وأوضح  أن ماتقوم به عناصر المرتزقة الإيرانية وميليشيا “حزب الله” يأتي في إطار التحرك ضمن منطقة نفوذهم كوادي بردى والمنطقة بين دمشق ولبنان وجبال القلمون. “لذلك نلاحط أن إيران لم تخرق اتفاق وقف إطلاق النار إلا في تلك المناطق” حسب تحليل الـ”عثمان”.

وتساءل في هذا الصدد، ما إذا كان الروس سيعترضون على الخروقات الإيرانية في الأيام القادمة . مؤكداً في الوقت ذاته، أنه من المبكر الحديث عن انهيار اتفاق وقف إطلاق النار.

اختلاف في البنود:

وذكر بيان لفصائل الجيش الحر نُشر أمس، أن الاتفاقية الموقعة من طرفهم مع روسيا يوم الخميس الماضي، قد بيّنت “بوضوح على أن النظام سيقوم بتوقيع وثيقة مماثلة لها لنفاجئ بتصريحات متتالية من مسؤولين روس تؤكد تفسيراً للاتفاق مناقضاً لما اتفقنا عليه وما تعكسه الوثيقة الموقعة”.

وجاء في بيان المعارضة، “أن البنود التي وقع عليها النظام مختلفة عن بنود الفصائل الثورية في عدة مواطن، كما حذفت منها عدة نقاط رئيسة وجوهرية غير قابلة للتفاوض”.

وفي هذا السياق، أشار “عثمان” إلى أن مجلس الامن تبنى الورقة الروسية (البنود التي وقع عليها النظام)، وقال إن “هذا مأخذ كبير على تركيا التي شاركت في صياغة القرار مع روسيا”.

وتابع الكاتب والمحلل السياسي، تركيا تتحمل 99 بالمئة من المسؤولية لأنها هي من اختارت الأشخاص الذين وقعوا على الاتفاق وهي من نسق العملية، بحسب “عثمان”.

مؤكداً في الوقت ذاته، أن المعارضة ستتحمل أيضاً مسؤولية لأن الأمر فرض على السوريين فرضاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى