“آل عاتي” لراديو الكل: أمريكا دعيت لمؤتمر أستانة بإدارتها الجديدة وإيران تعمل على إفشاله

تيم الحاج/خاص – راديو الكل

يقترب موعد انعقاد مؤتمر أستانة حول سوريا، الذي دعت إليه كل من موسكو وأنقرة قبل أقل من شهر تقريباً، وسط تتالي التصريحات من مسؤولي البلدين، مؤكدين على أهمية المؤتمر لحل القضية السورية وتقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف في سوريا.

ودعت أمس كل من تركيا وروسيا واشنطن بشكل رسمي لحضور المؤتمر بعد غياب ملحوظ لها عن المشاركة في التحضير له، حيث اقتصرت التصريحات الأمريكية عنه بأنه يمثل فرصة للحل لكنه يجب أن يستند إلى مقررات الأمم المتحدة ذات الصلة،  إضافة إلى أنه قد يمثل مقدمة لاجتماع جنيف المقبل.

وفي هذا الإطار، قال الكاتب و المحلل السياسي السعودي، مبارك آل عاتي، إن انعقاد مؤتمر أستانة يعتبر خطوة في الطريق الصحيح، لحقن دماء السوريين وفرصة لجلوس الأطراف الفاعلة على طاولة المفاوضات لإيجاد حل للقضية السورية.

وأوضح “آل عاتي” في حديث خاص لراديو الكل، اليوم، أن دعوة أمريكا للاجتماع من قبل تركيا وروسيا، تخص الإدارة الجديدة (دونالد ترمب) وليس لإدارة الرئيس “أوباما” التي كانت مترددة فيماسبق، بحسب وصفه. مشيراً إلى أن توجيه الدعوة لواشنطن كان منطقيا ومتوفعا.

وأوضح المحلل السياسي السعودي، أن روسيا وتركيا تدركان الثقل الذي ممكن أن تحققه الإدارة الأمريكية نظراً لموقعها المهم في المنطقة والمجتمع الدولي.

وأردف قائلاً: “أعتقد أن منظمي مؤتمر أستانة إذا أرادوا له النجاح، سيوجهون دعوات للقوى العربية في الخليج العربي الفاعلة والمؤثرة”.
إيران والمؤتمر:

وفي هذا السياق، يقول مراقبون للتحضيرات التي تسبق مؤتمر أستانة، إن هناك ندرة في التصريحات الإيرانية حوله، خلافاً لماشهدناه من تعليقات لطهران على اتفاق تهجير أهل حلب حيث تابعنا حينها تجاذبات واضحة بينها وبين تركيا على اعتبار أن لها الدور الأكبر في السيطرة على حلب وظهر ذلك في محاولة إفشالها الاتفاق أثناء التطبيق، مشيرين إلى عدم خروج أي تصريح إيراني حول المؤتمر مايطرح تساؤلا عن حجم إيران وتمثيلها في المؤتمر وعن إمكانية مشاركتها فيه؟

.من جانبه، قال “آل عاتي” لراديو الكل، إن ايران لا تريد حضورا عربيا أو خليجيا في مؤتمر أستانة، وهي حتى لا تؤيد تواجد تركيا فيه.

وتابع: “إيران باتت لا تملك القرار السياسي وهي تعمل على إفشال المؤتمر”، متوقعاً  أن يكون هناك صدام روسي إيراني في سوريا.

وأوضح “آل عاتي”، أن لإيران وجود ملموس عبر منظماتها الإرهابية على الأرض (سوريا)، وأضاف قائلاً، “إيران  قدمت  كل الإغراءات للدب الروسي للقدوم للمنطقة وحين جاء أسقط من يدها تحكمها بالقرار السياسي في سوريا”.

وأشار المحلل السياسي السعودي، إلى أن إيران تسعى في سوريا مستقبلا  لقتل الدم العربي وهي تعمل الآن بوضوح على تغيير التركيبة السكانية والديمغرافية هناك.

منوهاً إلى أنه على الدول العربية وتركيا وروسبا التنبه للأطماع الإيرانية في المستقبل وماتطمح إليه من تغيير للبنية السكانية.

أنقرة وطهران.. أدوار جديدة:

وفي هذا الصدد، قال “آل عاتي” إن العلاقات النركية الإيرانية علاقات اقتصادية تجارية قوية بعكس المصالح السياسية.

مؤكدا أن العلاقات السياسية بين البلدين، ليست متطابقة وليست على وئام، وأوضح  أن تركيا تريد سوريا موحدة مستقلة بينما تصر إيران على إبقاء نظام بشار الأسد بأي ثمن كونها تعتبره خنجراً لها في سوريا.

وبحسب مراقبين، فإن أن العلاقة التركية الإيرانية كانت جيدة،  قبل التقارب الروسي التركي الأخير، الذي أدى إلى تشكيل أدوار جديدة في المنطقة لكل من أنقرة وطهران، وستختلف هذه الأدوار عن بعضها  بحسب اختلاف رهانات وأجندات الطرفين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى