أهالي الريف الحموي يلجؤون لحرق الأحذية البلاستيكية المهترئة للحصول على الدفء

أحمد زكريا – راديو الكل

مع استمرار غلاء أسعار المحروقات ومواد التدفئة بشكل عام في مناطق ريف حماه، حيث وصل سعر طن الحطب إلى أكثر من 70 ألف ليرة سورية، وسعر لتر المازوت لـ350 ليرة سورية، إضافة لعدم توفر القدرة الشرائية للأهالي، نتيجة قلة الدخل من جهة، وغياب المنظمات الإغاثية الداعمة من جهة أخرى، الأمر الذي دفع بالأهالي للبحث عن بدائل للتدفئة، في ظل الظروف المناخية الباردة، ومن هذه البدائل، “إطارات العجلات المهترئة، والأحذية البلاستيكية البالية”، وفق ما تحدث به الناشط المدني “أبو عبدو” أحد أبناء الريف الحموي لراديو الكل.

وتفيد ذات المصادر المحلية، بأن تلك الأحذية البلاستيكية، كانت تجمع بقصد إعادة تصنيعها من قبل جهات تعمل في هذا المجال،  إلا أنها ووفقا للأهالي، باتت تباع بقصد التدفئة في المنازل وبسعر 40 ليرة سورية  للكيلوغرام الواحد، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن الباعة الجوالون، كانوا يشترون تلك الأحذية بسعر 20 ليرة كحد أقصى للكيلو الواحد، ليصبح بيعها اليوم بضعف الثمن نظراُ للطلب المتزايد عليها.

ويقبل بعض المواطنين على شراء “الأحذية المهترئة”  كونها خفيفة الوزن وسريعة الاشتعال، غير عابئين بالأضرار التي تنتج عن  الغازات المنبعثة عنها وما تؤدي إليه من أمراض في الصدر والرئتين، خاصة في صفوف الأطفال، نقلاً عن مصادر طبية في المنطقة.

ويشتكي كثيرون من آثار استخدام هذه المواد البديلة على صحة الإنسان بشكل عام، حيث تكون الأجواء الخارجية ملوثة  برائحة الأحذية والبلاستيك  التي تم حرقها ،لافتين أنها سموم تسبب العديد من الأمراض، سواء من يستعملها أو من لا يستعملها، عدا عن أثرها السلبي على البيئة، نظرا لانتقال رائحتها مع تيارات الهواء القوية، غير أن عدم توفر أي بديل يرغم  العوائل الفقيرة ، على استخدام تلك  المواد وأي مواد أخرى تلتهمها النيران للحصول على التدفئة.

وفي هذا الصدد، أوضح عدد من الممرضين العاملين في النقاط الطبية، أنه تم تسجيل الكثير من حالات امراض الصدر لدى هذه العوائل التي تعتمد في التدفئة على “الأحذية البلاستيكية المهترئة” وخصوصاً بين الأطفال وكبار السن.

وتضيف المصادر الطبية، أن انتشار تلك الأمراض، يتزامن مع غلاء في أسعار الأدوية اللازمة لعلاجها، حيث بلغ سعر علبة الدواء الواحدة المضادة لأمراض الرشح والسعال للأطفال، ما بين 500 الى 600 ليرة سورية، بعد أن كان ثمنها قرابة الـ 250 ليرة،  في ظل غياب هذه الأدوية من النقاط الطبية المجانية، ما زاد من حجم الإصابات.

تجدر الإشارة إلى أن أرياف حماة المحررة، وفي ظل الأوضاع الإنسانية السيئة التي تمر بها، تشهد غياباً شبه تام لعمل المنظمات الإنسانية ودورها، في توزيع مواد التدفئة والمحروقات على الأهالي النازحين، رغم الكثير من الأصوات التي تتعالى مطالبة مدّيد العون لهم، وتوفير ما يلزم لهم ولأطفالهم في فصل الشتاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى