اجتماع أستانا: الآفاق والتحديّات بين الجناحين السياسي والعسكري للمعارضة

سميّة ميتيش ـ راديو الكلّ

أكد نائب رئيس الهيئة العليا للمُفاوضات، جورج صبرا، في تصريح لـ ، راديو الكلّ، أنّ اجتماع أستانا، مهمّته تتمثل في البحث في الهدنة الشاملة، وكذلك وضع آليات تطبيق هذه الهدنة، موضحًا أنه ليس مُهمًّا توقيع الإتفاق، بل الأهم هو وضع آليات لتطبيق هذا الإتفاق وتثبيته، وهي من مسؤوليات الأطراف الضامنة، روسيا وتركيا؛ لافتًا إلى أن اجتماع أستانا دون شك يعترف بدور الفصائل المُعارضة.
وردا على تساؤل حول الشروط غير الإلزامية والضامنين غير الضامنين لإتفاق وقف إطلاق النار، قال صبرا، إنها إشكالية، أدت إلى تباين في الرؤى بين الفصائل، بين من يُريد الذهاب في ظل هذه الظروف ومن يُريد فعلا تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتثبيته، وشدّد نائب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات، على ضرورة وقف أعمال القتل، ووقف هدر دماء السوريين، معتبرًا أن هذه النقطة، تُعد جوهر الذهاب إلى اجتماع أستانا؛

“لن يكون في أستانا حلّ سياسي ولا احد يحق له أن يحلم بذلك”

من ناحية أخرى، نفى، جورج صبرا، أن يُناقش اجتماع أستانا الشأن السياسي، قائلا إنه: “لا أحد يحق له، أن يحلم بالتوصل إلى حل سياسي”، مُضيفًا “الإجتماع غير مؤهل لفعل ذلك، لا ببنيته، وبالحاضرين فيه”، واعتبر، صبرا، أنه في حال نجح اجتماع أستانا في المهمة المناط بها والمتعلقة بوقف الأعمال القتالية، يُمكن أن يفتح الباب للعمليّة السياسيّة التي ستُستأنف في جنيف قريبًا؛ أما في حال فشله في ذلك فاعتبر، صبرا، أن ذلك سيكون فشلا للضامنين التركي والروسي، وبالتالي تُبرأ قوى الثورة نفسها بأنها قدمت ما تستطيع من أجل حقن الدماء، من أجل تنفيذ القرارات الدولية، وخاصة البنود 12، و13، و14 البنود الإنسانية في قرار مجلس الأمن 2254 على حدّ قوله.

أما عن مفهوم اجتماع أستانا، فيرى، صبرا أنها مفاوضات بين العسكريين، من قوى الثورة والقوى الأخرى بضمانات من يرعى هذه الإجتماعات دون أن تتقدم بأي حال من الأحوال نحو الفعل السياسي، مُبرّرًا ذلك بأن الحل السياسي حسبه،  لم يبدأ في أستانا، بل بدأ منذ صدور بيان جنيف1 سنة 2012.
من جهة أخرى، انتقد، صبرا أي حل سياسي بغياب الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، وبعيدا عن الأمم المتحدة، التي يتوجب عليها تنفيذ القرارات التي اتخذت، بمقرات الأمم المتحدة، كما شدّد على ضرورة وجود الطرف العربي في صناعة أي حل سياسي في سوريا.

اجتماع أستانا هو خيار الوضع الإقليمي وتقارب القطبين الروسي والتركي

وخلال ردّه عن سؤال، راديو الكل، حول جدوى انعقاد اجتماع أستانا قبل بضعة أسابيع من عقد جنيف وتشتيت بين الجناحين السياسي والعسكري للمعارضة، أجاب صبرا، بأن أستانا لم يكن خيار الثورة السوريّة، لا الجناح العسكري ولا الجناح السياسي، بل هو خيار للوضع الإقليمي، والذي تمثل في اللقاء الروسي التركي، والعمل المشترك بينهما لتخفيف التوتر، مُشيرا إلى أن الجانب الروسي يُريد استغلال الوقت بأقصى سرعة قبيل استلام الرئيس المنتخب للرئاسة رسميا، لكي يرسم الملف السوري بخطوط جديدة تُحددها موسكو، وتمشي وفقا عليها، واشنطن، مُشبها هذه الخطوط، بما سماه “اجتياح حلب” نقطة التحوّل الكبرى.

في غضون ذلك، شدّد، صبرا، خلال حديثه مع، راديو الكلّ، على أن الحل السياسي، الذي تعثر سابقا في مفاوضات جنيف، لن يستأنف قبل وقف القتل، قتل السوريين في كل مكان، وتثبيت الهدنة فعليا، وتأمين دخول المُساعدات، إلى مُستحقيها، في جميع المناطق، ومنه، أفاد، صبرا، أن أرضية أستانا غير مُناسبة للهيئة العليا للمفاوضات، باعتبارها لا تعترف ببيان جنيف 1، الصادر عام 2012، والذي وصفه بأنه “الأساس الذي بُنيت عليه العمليّة السياسيّة”، ولا يعترف بقرار مجلس الأمن الرقم 2118، المتعلق بتشكيل هيئة الحكم الإنتقالية في سوريا.

وحذر نائب رئيس هيئة المُفاوضات، في حديثه لراديو الكلّ، من مساعي روسيا إلى صناعة حل سياسي من منظورهم الخاص، بعناصر وأسماء جديدة، بهدف فبركة مُعارضة خاصة واقحامها في المُفاوضات، على حد قوله، ولأجل ذلك يقول، صبرا، إنه تمّ اسقاط الشق السياسي من اجتماع أستانا بعد أن كان مُقرّرا نقاشه مع الشق العسكري.

وفي السياق ذاته، بدا، جورج صبرا، مُتفائلا، بوفد المعارضة المشارك في اجتماع أستانا، باعتبار أن جزء كبير من الفصائل المشاركة، أعضاء في الهيئة العليا للمفاوضات، بمن فيهم رئيس الوفد، محمد علوش، كما أكد وجود تنسيق بين الهيئة والفصائل، فيما يتعلق بدعم الوفد المُشارك بخبراء عسكريين، وقانونيين، تفاديا لتكرار ما حدث في اتفاق أنقره، لوقف إطلاق النار، على حد قول، جورج صبرا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى