التشكيلة العسكرية للوفود المُشاركة في اجتماع أستانا مع العميد “صفوت الزيات”

سمية ميتيش/راديو الكل

أثارت التشكيلة العسكرية للوفود المُشاركة في اجتماع أستانا، الذي انطلقت أعماله اليوم، جدلا كبيرًا، خاصّة، لكونها شملت، الجنرال ستانيسلاف حاجي ماغوميدوف، المفاوض الرئيسي لوزارة الدفاع الروسية، والذي يُعدّ نائب رئيس إدارة العمليات العامة، للقوات الروسية في سوريا؛

حيث يرى الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، العميد الركن، صفوت الزيات، أن تعيين روسيا للجنرال ستانيسلاف حاجي ماغوميدوف، كمُفاوض رئيسي وهو قيادي في القوات الروسية، اعتبر أن ذلك يُعدّ  دليلا على نجاح وفد المُعارضة، واصرارها على ربط المُفاوضات بوقف إطلاق النار، ويرى الخبير العسكري، أن وجود هذا القائد العسكري الروسي على رأس المُفاوضات، بخبرته الكبيرة، واطلاعه على الوضع السوري من خلال تواجده في الأشهر الخمسة عشر الماضية في سوريا، سيُسفر عن حلول عملية تُكلل بالتطبيق الفعلي لقرار وقف إطلاق النار، في ظل حضور الطرف الإيراني المُتوّرط في الأعمال القتالية، والنظام، كما يعكس حسبه الانضباط الروسي، فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، ومسألة تواجد مُراقبين على الأرض، أو الحديث عن غدخال المُساعدات الإنسانية إلى مناطق مُختلفة.

أما بخصوص تشكيلة فصائل المُعارضة المُسلحة، فرأى، الزيات، أنها جمعت عناصر رئيسيّة، ذات فعالية على الأرض، كما أشاد، الزيات، بدور المُعارضة، ومرونتها الكبيرة في التعامل مع التحضيرات للاجتماع، وتوّقع أن تستعيد الفصائل فعاليتها على الأرض، وكفائتهم القتالية؛ لافتًا إلى أن المفاوضات السياسية التي تُعقد في جنيف، قد تُسفر عن نتائج لصالح الفصائل المُسلحة.

وفسّر، الزيات، تشكيلة وفد النظام المُفاوض، بأنها كانت في معظمها سياسية، بتركيز النظام على الجوهر السياسي، من خلال إيفاد شخصيات قادرة على المماطلة، بالمُقابل، أشاد، الزيّات، بتشكيلة وفد المُعارضة المُفاوض، التي أخذت طابعًا عسكريا، لافتًا لإصرارها على التوّصل إلى تطبيق كامل لإتفاق إطلاق النار، وربط الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، إلى تطابق وجهات النظر من خلال المقارنة بين تشكيلة وفد المُعارضة والوفد الروسي المُفاوض ذوو الطابع العسكري، من ناحية أخرى، لفت الزيّات إلى أنه ليس عيبًا او مُخالفًا للأعراف الدولية أن تُقاتل المُعارضة على الأرض، وتجلس على طاولة المُفاوضات.

وفيما اعتبر، العميد الركن، صفوت الزيّات، اجتماع أستانا، خطوة تكتيكيّة، يرى بأن المُفاوضات المُقبلة في جنيف، ستكون أوسع وأكثر شمولاً، والأكثر عمليّة أيضًا من حيث النتائج.

في غضون ذلك، لفت، الزيّات، إلى أن روسيا اليوم أمام خيار صعب، بين التمادي في العمليات العسكرية، من خلال تعزيز قواتها البريّة، أو ممارسة الضغوط السياسية على الأطراف، ومحاولة الوصول إلى الإدارة الأمريكيّة الجديدة للتوّصل إلى إنجاز ما، فيما أكد، المتحدّث أن الإدارة الأمريكية الجديدة تريد لموسكو أن تغرق أكثر فيما وصفه بـ ، المُستنقع السوري، إلا أنه قال إن، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ذكي لدرجة عدم التورط في اقحام قوات بريّة للقتال في سوريا،
وفي تعليق له على تصريح رئيس وفد المُعارضة المُفاوض، محمد علوش، الذي قال: “إن وقف إطلاق النار، يعتبر اختباراً حقيقياً لقوة روسيا ونفوذها على النظام وإيران كضامن للاتفاق، فإذا فشلت في هذا الدور فهي أفشل لما بعده”، ردّ، الزيّات، بأن تصريح، علوش، دليل على أن المُعارضة المُسلحة، وصلت لمرحلة فهم كبير للقناعات الروسيّة، خلال الإجتماعات المُكثفة في انقره.

لم يحن بعد وقت المُفاوضات المباشرة مع نظام متورط في جرائم حرب

وردّا على سؤال، لـ ، راديو الكل، بخصوص الركائز الأساسية التي يتحقق من خلالها وقف إطلاق النار، دعا، الزيّات، إلى، تحديد خطوط صارمة لوقف إطلاق النار، والعمل على نشر مُراقبين دوليين، والإصرار على ادخال المُساعدات الإغاثيّة، والطبيّة، والغذائيّة، ووقف إطلاق النار في الغوطة الشرقيّة، ووادي بردى، ومناطق ريف حماه الشمالي، لافتًا إلى أن ذلك سيُمثل نجاحًا كبيرًا للثورة السوريّة.

لكنه شدّد من جهة أخرى، على ضرورة استعادة المعارضة المُسلحة لقدراتها القتالية، وتوحيد صفوفها، في هيكل واحد وقوي، بعيدا عن التوجهات الإسلامية بشقيها المُعتدل والمُتطرف.

وفي ختام حديثه، مع راديو الكلّ، كشف، صفوت الزيّات، إلى أن المُفاوضات المُباشرة بين وفديّ النظام والمُعارضة، لم يحن وقتها بعد، في ظل تلاعب النظام ومماطلته، وتورط العديد من الأأسماء المُشاركة في وفده المُفاوض في جرائم حرب، وجرائم ضدّ الإنسانيّة، وحتى رأس النظام، بشار الأسد، المطلوب أمام المحاكم الدوليّة، حيث رأى المتحدث أن الأسلوب الأنجح في المفاوضات يكمن في المفاوضات غير المُباشرة من خلال ضغط الأطراف الإقليمية والدولية على النظام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى