أمراض نفسية ومحاولات انتحار جراء الحصار في مضايا، ومناشدات لإيجاد وسيلة تواصل بين المرضى والأطباء المختصين

مي الحمصي – راديو الكل

بعين الدهشة والخوف من انفجارها، نظر أطفال بلدة مضايا المحاصرة إلى (البطاطا) التي يرونها لأول مرة في حياتهم.

نحو 20 شهرًا من الحصار على البلدة الواقعة في ريف دمشق الغربي، أتى على ما بقي للأهالي من أماني، تاركًا أحلامهم وطموحاتهم في مهب اليأس والأمراض النفسية، دون تفرقة بين كبير أو صغير.

ووفق الناشط المدني “سمير علي” الذي أكد تسجيل 15 محاولة انتحار في بلدة مضايا مُنذ بدء الحصار، ما دفعهم لمناشدة الأطباء النفسيين بضرورة التواصل مع الناشطين في البلدة المحاصرة لإيجاد آلية تساعد في علاج المرضى.

وأضاف “علي” لراديو الكل أن تشخيص الحالات المصابة حاليًا يتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال عرضها على أطباء مختصين، نظرًا لعدم وجود أي طبيب نفسي داخل البلدة المحاصرة.

وأشار الناشط المدني علي والمتواجد حتى الآن في مضايا، إلى فقدان العديد من الأشخاص لعقلهم نتيجة ظروف الحصار، الأمر الذي انعكس سلبًا على العلاقات الاجتماعية.

من جهتها، أكدت الأخصائية الاجتماعية “أماني سندة” أن فقدان عوامل الدعم الاجتماعي وتردي الوضع الاقتصادي ونقص الخدمات بالعموم داخل المناطق المحاصرة أدى إلى ظهور العديد من الحالات النفسية بين المحاصرين.

وأوضحت “سندة” أن نسبة إصابة الرجال بالأمراض الذُهانية أكبر من نسبة إصابة النساء، يأتي ذلك نتيجة عجزهم عن أداء واجباتهم الأسرية أو الشخصية.

وبحديثنا عن التواصل مع المحاصرين في مضايا لعلاج الحالات النفسية، كشفت “سندة” أنهم قدموا العديد من المشاريع المشابهة للمنظمات الداعمة إلا أنها قوبلت بالرفض، وبررت الأخيرة هذا الرفض كون بعض الحالات تحتاج لعلاج دوائي وهو ما لا يمكن توفيره في حال كان العلاج عن بعد.

وتعهدت الأخصائية الاجتماعية في ختام حديثها مع راديو الكل بالتواصل مع الناشطين في مضايا لتأمين ما يمكن من دعم نفسي للمحاصرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى