المقايضة على المواد الغذائية وسيلة التداول بين أبناء حي الوعر
أحمد زكريا – راديو الكل
مع اشتداد الحصار الخانق على حي الوعر المحاصر داخل مدينة حمص، الذي تفرضه قوات النظام منذ أكثر من اربعة أشهر تقريباً، والذي منعت بموجبه إدخال أي نوع من المواد الغذائية والتموينية والطبية إلى داخل الحي، الأمر الذي زاد من حجم معاناة الأهالي المحاصرين والبالغ عددهم أكثر من 100 ألف نسمة.
ظروف الحصار تلك، دفعت بسكان حي الوعر للجوء إلى عملية “مقايضة المواد الغذائية”، كوسيلة للتداول فيما بينهم بدلاً من الأموال النقدية، ليقوم الأهالي بمقايضة كغ من السكر مثلاً، على كميات قليلة من الأرز أو البرغل أو السمنة، وفق ما أفاد به الناطق باسم مركز حمص الاعلامي “محمد السباعي” .
المصادر ذاتها، تحدثت عن غياب الكثير من المواد الأساسية من داخل المحال التجارية في الحي، ماساهم بانتشار تلك الظاهرة بين الأهالي، وسط ظروف معيشية سيئة يعيشها أهالي الحي، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن تلك العملية لاقت قبولاً وترحيباً واسعاً بين الأهالي.
و لم تقتصر عملية المقايضة بين الأهالي في حي الوعر على المواد التموينية، بل امتدت لتطال بعض الخضراوات التي يقوم الأهالي بزراعتها على أبواب منازلهم أو في الحدائق، كالخس والفول وغيرها، وفق ما تحدث به ” السباعي”.
يشار إلى أن عملية المقايضة بين أهالي حي الوعر، لم تشمل مادة الطحين، نظراً لقلتها وتخوفاً من نفادها، كما أنها لم تشمل مادة المحروقات، كون الحي يفتقر لتلك المادة والمفقودة منذ فترة طويلة عن الحي، ما أدى لتوقف الكثير من المشافي والنقاط الطبية عن العمل نتيجة توقف عمل المولدات الكهربائية، في حين أن الكثير من المدنيين باتوا يلجؤون لمقايضة المواد الغذائية، في تحد منهم لسياسة الجوع أو الركوع التي يطبقها النظام على أهالي الحي.