في ختام أستانة.. إقرار آلية ثلاثية لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا

تيم الحاج – راديو الكل

أعلن البيان الختامي لاجتماع أستانة حول سوريا، اليوم الثلاثاء، إقرار آلية مشتركة تركية روسية إيرانية، لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا، وذلك في ختام الاجتماعات التي استمرت ليومين.

وتلا البيان الختامي المشترك، وزير خارجية كازاخستان، “خيرت عبد الرحمنوف”، إذ تضمن أن ممثلي كل من إيران، وروسيا، وتركيا، أشاروا “بالتأكيد على الالتزام بسيادة، واستقلالية، ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية، باعتبارها دولة ديمقراطية متعددة الإثنيات والأديان، لا طائفية فيها”.

وقالت الدول الراعية للاجتماع وهي (روسيا وتركيا وإيران) إنها عازمة على محاربة تنظيم داعش وجبهة فتح الشام ( النصرة سابقا)، والفصل بينهما وبين مجموعات المعارضة السورية المسلحة.

ولفت البيان الختامي، إلى أن الأطراف الثلاثة، “أبدوا قناعتهم بأنه ما من حل عسكري في سوريا، وبأن الصراع يمكن حله فقط من خلال عملية سياسية، قائمة على أساس تطبيق قرار مجلس الأمن 2254، بشكل كامل”.

وشدد البيان، على “استخدام تأثير مختلف الأطراف لتدعيم حالة وقف إطلاق النار، الموقعة في 29 ديسمبر/كانون أول 2016، والتي دعمها قرار مجلس الأمن 2336، الأمر الذي سيساهم في تقليص العنف والحد من الانتهاكات، وبناء الثقة، وتأمين وصول سريع وسلس ودون معوقات للمساعدات الإنسانية”.

وأضاف البيان، على “دعم الرغبة التي تبديها مجموعات المعارضة المسلحة للمشاركة في الجولة التالية من المحادثات، التي ستعقد بين الحكومة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة في جنيف في 8 شباط/فبراير 2017”.

وحث البيان المجتمع الدولي “ليقوم بدعم العملية السياسية، من منطلق التطبيق السريع لكل الخطوات المتفق عليها في قرار مجلس الأمن 2254”.

ومع صدور البيان الختامي، تكون أعمال اجتماع أستانة قد انتهت، بعد أن استمرت ليومين (أمس واليوم) بحضور الدولتين الضامنتين تركيا وروسيا، وحضور إيران والأمم المتحدة، فضلا عن وفدي النظام والمعارضة المسلحة.

وكان رئيس وفد المعارضة السورية المسلحة إلى المفاوضات محمد علوش قال، إن النظام يسعى جاهدا بدفع من إيران إلى إفشال اجتماع أستانة، بينما ذكرت مصادر إعلامية نقلا وفد المعارضة القول، إن النظام رفض مسودة اتفاق طرحها وفد المعارضة من أجل وقف شامل لإطلاق النار.

وأشار محمد علوش، إلى أنه قال للمجتمعين في العاصمة الكزاخية إن إيران جزء كبير من المشكلة وليست جزءا من الحل، مشددا على رفض المعارضة أي دور لها كضامن ولن تعترف بدورها في مستقبل سوريا.

من جانبه، قال مأمون حاج موسى، المتحدث باسم فصيل صقور الشام والمشارك في أستانة، إن وفد المعارضة قدم ورقة تتضمن آليات لتطبيق وقف إطلاق النار في سوريا، وأشار إلى أن الوفد لن يوقع على البيان الختامي المقترح للمفاوضات بصيغته الحالية، مضيفا أن المعارضة تحفظت على كلمة “التسوية” في البيان لأن الوفد جاء لتثبيت وقف إطلاق النار.

وأوضح في حديث مع راديو الكل، أن البيان يتحدث عن تسوية في حين أن هدف مفاوضات أستانة هو تثبيت وقف إطلاق النار.

وقبيل البيان الختامي، قال حاج موسى، لراديو الكل، إن المعارضة تحفظت على البيان وعلى توقيع إيران عليه، وأصرت على إجراء تعديلات فيه.

كما اعترضت المعارضة أيضا، على عدم وجود آلية واضحة لتثبيت وقف إطلاق النار، مطالبة بوقف الخروقات وليس التقليل منها. بحسب حج موسى، الذي أكد أن المعارضة رفضت أيضا أن تكون إيران عضواً في آلية مراقبة وضمان وقف إطلاق النار.

في الأثناء، نشرت وسائل الإعلام، نصا قالت إنه لمسودة بيان قدمتها المعارضة قبل ختام أعمال اجتماع الأستانة، وتنص المسودة على أن تلتزم الأطراف بوقف شامل لإطلاق النار في جميع أنحاء سوريا، وبتثبيت الهدنة الموقعة بنهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأن تنسحب القوات والمليشيات الأجنبية بالكامل من البلاد في مدة أقصاها شهر. على أن تقع مسؤولية تأمين المناطق التي يتم إخلاؤها على الجهة التي سلمت إليها.

كما تنص أيضا، على أن تشكل لجنة مراقبة وفق قرار مجلس الأمن 2254، وتشمل الأطراف الموقعة والأطراف الضامنة وتنسق مع الأمم المتحدة؛ وألا يمنع وقف إطلاق النار حق الطرفين في الدفاع عن النفس ضد أي هجمات للتنظيمات الإرهابية، وأن تنفذ العمليات القتالية ضد الجماعات الإرهابية المتفق على تسميتها من قبل الأطراف شريطة موافقة لجنة المراقبة، وأن على الجهة القائمة بالهجوم إثبات وجود الجماعات الإرهابية بدلائل لا تقبل الشك.

وتوضح المسودة المسودة، أن تخضع المناطق المحررة من الجماعات الإرهابية للطرف الذي حررها، ولا يجوز لطرف الاستيلاء على أراضٍ تابعة للطرف الآخر، وعلى أن تقام ممرات إنسانية لإيصال المساعدات بمراقبة الأمم المتحدة في جميع أنحاء سوريا، وأن يلتزم الطرفان بالرفع الفوري لجميع حالات الحصار في جميع أنحاء سوريا وبتقديم التزامات بعودة المهجّرين.

من جانبه، أكد الناطق باسم المعارضة السورية، أسامة أبو زيد، أن المعارضة تشترط تلقي ضمانات بشأن خروق وقف الأعمال القتالية. كاشفا عن انزعاج وفد نظام الأسد وإيران من مجريات اجتماع أستانة، لأن “المشروع الإيراني يقتات على دماء السوريين واستمرار القتال”، بحسب أبو زيد، الذي أضاف أن تغيرا حدث في الموقف الروسي، غير أن المعارضة والشعب السوريين ينتظران أفعالا على الأرض للوعود الروسية لا تصريحات فقط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى