محلل تركي : موسكو تسعى لإشراك شخصيات جديدة في مباحثات جنيف وتأجيلها جاء بسبب تسارع الأحداث

تيم الحاج/راديو الكل

أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا “ستيفان دي ميستورا”، تأجيل محادثات جنيف المتعلقة بالقضية السورية، والمزمع عقدها في جنيف من 8 إلى 20 فبراير/ شباط الحالي.

وقال دي ميستورا، إن التأجيل جاء “لتعزيز اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 30 ديسمبر/ كانون أول، وإعطاء لنظام الأسد فرصة لتقديم تنازلات جدية، ولإتاحة الفرصة للمعارضة من أجل توحيد وفدها”.

وشدد المبعوث الأممي على أن وقف إطلاق النار في سوريا “كان مؤثرا جدا”.

إعلان “دي ميستورا” يأتي بالتزامن مع نية الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترمب، إقامة مناطق آمنة في سوريا، والتي أجرى بشأنها اتصالا قبل أيام مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الذي أبدا تأييده للفكرة.

وتعليقا على تأجيل مباحثات جنيف، اعتبر الباحث والمحلل السياسي التركي، الدكتور  “مصطفى حامد أوغلو”، أن التأجيل جاء نتيجة الأحداث المتسارعة في الملف السوري إضافة إلى اجتماع أستانة الأخير ومشاركة الفصائل العسكرية ومناقشة وقف إطلاق النار الذي لم يتحقق، لافتا إلى  “فشل الضامنيين الروسي والتيركي في إيقاف  إطلاق النار بسوريا الذي أدى بدوره إلى الفشل الذريع لاجتماع أستانة”.

وأضاف “حامد أوغلو” في سياق فشل أستانة،  إلى أن روسيا طلبت طرح مواضيع أحرى سياسية في الاجتماع ومن ضمنها مسودة مشروع الدستور الروسي لسوريا، وطرحها على الفصائل هناك.

وأكد المحلل التركي، أن هناك محاولات من موسكو لإشراك شخصيات سورية جديدة مباحثات جنيف القادمة، بالمقابل تقوم بتهميش الهيئة العليا للمفاوضات والائتلاف الوطني المعارض. خاصة أن ذلك حدث في اجتماع أستانة وحصره بالفصائل العسكرية.

وقال “حامد أوغلو”، في حال رفضت  الهيئة العليا والائتلاف دعوات “ديمستورا” لمباحثات جيف،  فستقتصر دعواته على مايسمى “منصتي موسكو والقاهرة” (شخصيات مقربة من نظام الأسد).

وتابع، إذا حدث ذلك، ستكون المعارضة السورية مضطرة للمشاركة بشكل من الأشكال، متوقعا أن يكون هناك فريقا من قبل “دي ميستورا” جاهزا للذهاب إلى جنيف.

من جهة أخرى قال “حامد أوغلو”، إن المجتمع الدولي فشل فشلا ذريعا في تنفيذ القرارات التي أصدرتها الأمم المتحدة، وأوضح “ربما لعدم وضوح أو رغبة أمريكا بسقوط النظام لذلك رأينا محور جديد هو المحور الروسي التركي”.

وأضاف، “ربما نلاحظ تحركا إنجازا في جنيف القادم، خاصة مع حضور الدور الأمريكي الجديد. خاصة إن  كان هناك حلا يتفق مع الرؤية الروسية التركية”. مستبعدا في الوقت ذاته حدوث نتائج ملموسة على أرض الواقع في الداخل السوري.

مؤكدا أن الملف السوري ليس حكرا على موسكو اليوم، بل هناك عدة دول إقليمية لها رأي وموقف ومنها تركيا والدول العربية.

المناطق الآمنة:

وفي مايخص، نية الرئيس الأمريكي “دونالد ترمب” إقامة مناطق آمنة في سورية، وصف “حامد أوغلو” قرار “ترمب” بالمتأخر، لأن تركيا طالبت سابقا بإقامة هذه المناطق.

وأوضح، أن تركيا لديها توجس من قرار “ترمب” إنشاء مناطق آمنة  في سوريا، لأن “ترمب اتصل بالسعودية دون تركيا وهي الدولة المتأذية الأولى ممايحدث في سوريا”. بحسب وصفه.

وقال، “تركيا تخشى أن يكون هناك منطقة آمنة شرق نهر الفرات وأن تساهم هذه المنطقة في تشكيل دولة كردية كما حدث شمال العراق”. واصفا السياسة الأمريكية الجديدة بالغموض وبأنها “تبدو كصندوق مغلق”.

ولفت المحلل السياسي التركي،  إلى حالة الترقب الموجودة في أروقة السياسة التركية حول مسألة المناطق الآمنة.

وأشار إلى أن كل شيء وسيتضح قريبا بعد لقاء الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” مع الرئيس الأمريكي “دونالد ترمب”، كما ستتضح أيضا السياسة الأمريكية الجديدة في المنطقة، مشيرا إلى أن تركيا مستعجلة جدا لهذا اللقاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى