3000 ليرة سورية تكلفة إعداد كيلو الخبز في مضايا المحاصرة وظرف الخميرة ب 25 ألف!

نيفين الدالاتي/خاص راديو الكل

يتحوّل الخبز شيئاً فشيئاً إلى مادة نادرة في غالبية المناطق السورية، من بينها بلدة مضايا التي تشهد أزمة خبز حادة، تسبّب بها حصار نظام الأسد وميليشيا “حزب الله” اللبناني والذي دخل شهره الثاني والعشرون.

المكون الأساسي للغذاء لم يعد أساسياً في البلدة المحاصرة، في ظل ارتفاع سعر تكلفته إلى ما يقارب ثلاثة آلاف ليرة سورية للكيلو الواحد، حسب ما اشتكى الأهالي لراديو الكل.

وفي سعي منه لتخفيف الأعباء المالية التي تفرضها المحلات الصغيرة التي امتهنت إعداد الخبز، أشار عضو المجلس المحلي في بلدة مضايا “فراس الحسين” إلى تواصل المجلس مع عدة جهات مانحة بهدف إنشاء فرن يقدم الخبز المجاني أو المدعوم للأهالي، لافتاً إلى تلقيهم وعوداً من الأمم المتحدة بإدخال مساعدات إنسانية تتضمن مادة الطحين في القريب العاجل حسب تعبيره.

توقف إنتاج الفرن الآلي الوحيد في البلدة بعد قصفه من قبل قوات النظام مطلع العام 2015؛ اضطر الأهالي لإعداد الخبز في المنازل، اعتماداً على مواد ومعدات بدائية حسب ما تحدث لراديو الكل الناشط المدني “سمير علي”، وذلك بعد أن عجزت نساء البلدة عن الخَبز في أفران التنور كما جرت العادة نظراً لما تحتاجه من كميات كبيرة من الحطب.

واقع الرغيف يزداد قتامة مع تلاعب قوات النظام وميليشيات حزب الله بوجوده وأسعار متعلقات خبزه، من طحين وخميرة ومحروقات، حيث وصل سعر ظرف خميرة الخبز إلى 25 ألف ليرة سورية، بينما لا يتجاوز سعره خارج البلدة المحاصرة 500 ليرة بحسب “العلي”، والذي نوّه بأن المساعدات الأممية التي دخلت قبل شهرين إلى البلدة، تمخضت عن كيس طحين واحد زنة 15 كليو غرام للشخص الواحد، فيما لايزال دخولها رهن باتفاقيات الأمم مع النظام.

مضايا التي تفتقد لأبسط مقومات الحياة، جعلت من رغيف الخبز حلماً صعب المنال للمحاصرين البالغ عددهم أربعين ألف مدني، ما اضطر بعضهم إلى استبدال القمح بحبوب أخرى مثل الأرز والبرغل والحمص لصنع الخبز، وفق ما تابع العلي، والذي أوضح بأن حصار البلدة الذي قارب العامين؛ تسبب بجملة من الأمراض بسبب سوء التغذية والنقص الكبير بالعناصر الغذائية الضرورية التي يحتاجها الجسم، وهو ما انعكس سلباً على مناعة وصحة المحاصرين، فيما ناشد “العلي” المنظمات الدولية والإنسانية بإنقاذهم مما أسماه “سجن مضايا الكبير”.

إذاً رغيف الخبز.. لقمة الغني والفقير أصبح تحصيله الهاجس اليومي في بلدة مضايا المحاصرة، وليغرق المحاصرون أكثر فأكثر في أزمة إنسانية لا تقل قسوة عن آلة الحرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى