5 وفيات ونحو 60 حالة حرق بسبب استخدام المازوت الأنباري في الجنوب السوري

مي الحمصي / راديو الكل

لجأ أهالي الجنوب السوري في المناطق المحررة في محافظتي القنيطرة ودرعا إلى استخدام المازوت الأنباري في التدفئة نظرًا لانخفاض سعره مقارنةً بسعر المازوت النظامي، وذلك مع دخول فصل الشتاء للعام الحالي، ما أدى إلى حدوث العديد من الحرائق، مخلفةً ورائها وفيات وعشرات الأشخاص المصابين بالحروق.

وسُجلت عدّة حالات وفيات بين صفوف المدنيين نتيجة انفجار المدافئ وفق أحد كوادر الدفاع المدني العامل في مدينة طفس بمحافظة درعا بينهم سيدة حامل وطفلة بعمر سنتين، الذي أشار إلى أن الغازات المنبعثة من هذا المازوت تسبب أمراض تنفسية كالربو.

وأضاف عنصر آخر من عناصر الدفاع المدني في درعا لراديو الكل، أن ضرر المازوت الأنباري لم يتوقف عند منازل المدنيين حيث أدى استخدام المازوت الأنباري لاندلاع حريق في مشفى تل شهاب ما أدى لخروجه عن الخدمة، مطالبًا بإطلاق حملات توعوية للأهالي بضرورة الابتعاد عن شراء هذا النوع من المازوت بسبب خطورته.

من جهته، لفت مدير الدفاع المدني في محافظة درعا الحرة “عبد الله سرحان” أن الدفاع المدني أطفأ نحو الـ 50 حريق خلال الشتاء الحالي مستخدمين المياه، لعدم توافر مادة الفوم الضرورية لإطفاء الحرائق الناجمة عن المواد النفطية، مشيرا إلى وفاة 4 أشخاص في درعا جراء الحروق، وإصابة 30 حالة.

وكشف “سرحان” لراديو الكل سعي الدفاع المدني لإطلاق حملة توعية على مستوى محافظة درعا خلال الأيام القليلة القادمة، لتوعية الأهالي بخطورة استخدام المازوت الانباري وأساليب التعامل معه وتخزينه، والتحذير من مخاطر مخلفات الحروب والذخائر غير المنفجرة.

ونصح مدير الدفاع المدني في درعا الأهالي بفتح برميل المازوت الأنباري للسماح للغازات التي يحتوي عليها بعض أنواعه على التبخر اذ انها تسبب انفجار المدفأة في حال بقي البرميل مغلقا، مؤكدًا على ضرورة إطفاء المدفأة قبل النوم وإبعاد خزانات المازوت عن المنازل وأماكن تجمع الأطفال.

وأقبل عدد من الأهالي على شراء المازوت الأنباري لانخفاض سعره ولم يعد باستطاعة هؤلاء إعادته للبائعين بعدما تبين مدى خطورته، لذا طالبوا بإجراء حملات توعوية من قبل الجهات المختصة للتخفيف من استخدامه، وفق استطلاع للرأي أجراه راديو الكل في المناطق المحررة في درعا.

وإلى الجارة، القنيطرة، حيث يعتبر رخص المازوت الانباري مقارنة بالمازوت النظامي، الدافع الأساسي لاستخدامه في التدفئة ما أدى إلى تسجيل العديد من الحروق بين صفوف المدنيين الذين شكوا من ارتفاع أسعار أدوية ومراهم الحروق خلال جولة لراديو الكل في القنيطرة.

ومن جانب طبي، أكد الطبيب “ياسر فروح” وهو أحد الكوادر الطبية العاملة في محافظة القنيطرة الحرة وصول العديد من الحالات المصابة بحروق نتيجة حرائق سببها المازوت الأنباري، ووفاة طفلة منذ قرابة الشهر جراء الحروق التي تعرضت لها، لافتا أن الكوادر الطبية لم تستطع إحصاء عدد الحالات بدقة وذلك بسبب لجوء بعض الأشخاص للـ “طب البديل” لكن العدد المقدر من قبلهم قرابة الـ 30 حالة.

وكشف “فروح” لراديو الكل أن النقاط الطبية في القنيطرة، تعجز عن علاج الحروق المتقدمة، لذا يتم نقلها إلى مناطق سيطرة النظام في العاصمة دمشق.

كما نوه أيضًا إلى نقص كبير تشهده محافظتي درعا والقنيطرة في مادة الشاش والمراهم المرممة والمواد المعقمة وارتفاع ثمنها إن توافرت، إذ يصل سعر مرهم (ميبو-Mebo ) الخاص بالحروق لـ 1500 ليرة سورية بعد أن كان يُباع بـ 100 ليرة سورية قبل الثورة، وقد يستهلك المصاب بحروق بنسبة 30% من جسده، المرهم كامل في الدهنة الواحدة، ما يشكل عبئا ماليا كبيرا على المصابين.

وأشار “فروح” إلى عدم قدرة الطواقم الطبية تحديد الضرر الذي لحق بالجلد نتيجة الحروق وذلك لأن انكماش البشرة يكون بعد قرابة الستة أشهر من حدوث الحرق، لافتا أن استخدام المازوت الانباري لا يزال مستمرا وسبب حريق في مشفى شهداء حوران في درعا منذ يومين.

وشدد الطبيب على ضرورة حذر الأهالي في حال استخدام المازوت الأنباري وابعاد الأطفال عن المدفئة.

ونصح “فروح” المصابين بحروق، بتبريد الحرق بمياه الصنبور لمدة 15 دقيقة بهدف إيقاف الاذية النسجية في الجلد، ونزع الملابس في حال كان مشتعلة، أما بخصوص حروق الفوهات (حول الانف او الفم) فيجب الذهاب إلى أقرب نقطة،

مؤكدًا على الابتعاد عن وضع أي مواد على الحرق مثل اللبن وغيرها، لمنع إصابة الحرق بالجراثيم.

هذا ويشار إلى أن المازوت الأنباري يكرر بطرق بدائية في مناطق سيطرة تنظيم داعش، شرق سوريا، ما يبرر احتوائه على غازات تنفجر حال تعرضها لدرجات عالية من الحرارة، ويدخل المازوت الانباري إلى مناطق سيطرة المعارضة في الجنوب السوري عبر حواجز اللجان الشعبية في محافظة السويداء، حيث يُسهل النظام وصوله لمناطق المعارضة، وفق مراسل راديو الكل في درعا، الذي لفت أن الليتر الواحد من المازوت الانباري يبلغ 250 ليرة سورية، ويتوافر بكثرة مقارنة بالمازوت النظامي الذي يصل سعر الليتر الواحد منه لـ 350 ليرة سورية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى