احتراق مستشفيين في الجنوب السوري بسبب المازوت الأنباري والمنظمات الداعمة لا تتدخل

مي الحمصي – راديو الكل

قال رئيس دائرة المشافي في مديرية الصحة الحرة في درعا  الدكتور “محمد الزعبي”، إن مديرية الصحة بدأت تدق ناقوس الخطر بعد حوادث الاحتراق التي اندلعت في كل من مستشفى تل شهاب ومستشفى شهداء حوران نتيجة استخدام المازوت الأنباري، الذي يحتوي على الكثير من الغازات، موضحا أنه تم نشر عدة نشرات توعوية حول أخطار هذا المازوت، بالتنسيق مع المجالس المحلية و المؤسسات الإعلامية في الجنوب السوري.

وأضاف “الزعبي” لراديو الكل، أنه من الممكن ضبط الأمور في المستشفيات ومنع استخدام المازوت الأنباري، إلا أن الأمر يواجه العديد من المعوقات أهمها غلاء سعر المازوت النظامي وقلته في الأسواق، وعدم قدرة المؤسسات الطبية في الجنوب السوري تحمل هذه الأعباء المالية لشرائية بسبب عجز المنظمات الداعمة عن دفع هذه التكاليف الكبيرة، خاصة وأن حاجة المشافي تنقسم لشقين الأول لتشغيل مولدات الكهرباء والثاني للتدفئة.

ولفت رئيس دائرة المشافي في مديرية صحة درعا إلى أن معظم مشافي درعا لم تستلم مازوت خلال الأشهر الثلاث الأخيرة والتي تقدم ضمن الكلف التشغيلية من المنظمات الداعمة، ورغم تواصل مديرية الصحة مع المنظمات الداعمة لتوضيح الحاجة الماسة للمازوت النظامي للتدفئة إلا أنها لم تستجيب.

أما فيما يخص الأدوية والمراهم الخاصة بالحروق، ناشد “الزعبي” لجميع المعنيين بالشأن الطبي في الجنوب السوري، بضرورة تأمين الادوية النوعية الخاصة بالحروق مشددا على أهمية الأخذ بعين الاعتبار حاجات الكوادر الطبية عند إرسال المستهلكات إلى المشافي والنقاط الطبية.

وأشار الطبيب إلى تجمد المازوت الأنباري بدرجات الحرارة العادية، ولإذابته يضع الأهالي عبوات المازوت فوق المدفأة ما يسبب انفجارها، لذا شدد على ضرورة الابتعاد عن ذلك ووضع العبوات في أشعة الشمس ريثما يذوب المازوت مشددا على ضرورة فتح أغطية العبوات للسماح للغازات التي يحتوي عليها المازوت بالتبخر، على أن تكون هذه العبوات في مناطق بعيدة عن المنزل.

وأرجع امتلاء أقسام الأطفال في المستشفيات خلال الفترة الأخيرة بسبب التهاب القصبات والتهاب ذات الرئة، للغازات المنبعثة من المازوت الأنباري، موجها نداء للأسر في الجنوب السوري بعدم استخدام هذه المادة في الجنوب السوري.

وبالانتقال إلى القنيطرة، التقى راديو الكل بمدير مشفى المعبر دكتور “علاء الأحمد” الذي أوضح أن الكوادر الطبية العاملة في القنيطرة بالتعاون مع مديرية الصحة وزعت مناشير توعوية حول مخاطر المازوت الأنباري، لافتا أن مديرية الصحة في محافظة القنيطرة الحرة أرسلت توجيهات للمستشفيات بالتوقف عن استخدام المازوت الانباري تفاديا لحدوث الحرائق.

أما فيما يخص الأدوية والمراهم الخاصة بالحروق، بيّن “الأحمد” أن مديرية الصحة تواصلت مع عدة منظمات طبية منها منظمة الصحة العالمية بهدف تأمين الأدوية، وفي انتظار الردود.

هذا ويشار إلى أن المازوت الأنباري يكرر بطرق بدائية في مناطق سيطرة تنظيم داعش، شرق سوريا، ما يبرر احتوائه على غازات تنفجر حال تعرضها لدرجات عالية من الحرارة، ويدخل المازوت الأنباري إلى مناطق سيطرة المعارضة في الجنوب السوري عبر حواجز اللجان الشعبية في محافظة السويداء، حيث يُسهل النظام وصوله لمناطق المعارضة، وفق مراسل راديو الكل في درعا، الذي لفت أن الليتر الواحد من المازوت الانباري يبلغ 250 ليرة سورية، ويتوافر بكثرة مقارنة بالمازوت النظامي الذي يصل سعر الليتر الواحد منه لـ 350 ليرة سورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى