340 حالة قنص في بلدتي مضايا وبقين منذ حصارهما قبل نحو عامين

نيفين الدالاتي/خاص راديو الكل

“بين الاجتماعات واللقاءات، هناك قناص يقف خلف حقده، يرصد الأبناء والأطفال ويرديهم أرضاً. وبين المباحثات والاتفاقات، هناك رامٍ يقبع داخل حقده يدمر بلداً. انتظري أيتها الرصاصة لا تخترقي صدر أبي، علّهم يتفقون ألا يموت الوطن على هامش كل الاجتماعات الساقطة”.

بهذه الكلمات تختزل إحدى نساء بلدة مضايا المحاصرة واقع الموت الذي يتجول يداً بيد مع رصاصة قناص تهدد أرواح من تبقى من أهلها على قيد الحياة.

لا يختلف المشهد كثيراً في بلدة بقين المجاورة، حيث يستهدف قناص حاجز “بناء العسلي” التابع لقوات النظام وميليشياته أي تحرك كان، دون تمييز بين شيخ أو امرأة أو طفل، حسب ما اشتكى أحد الأهالي لراديو الكل، والذي يحسب جميع تحركاته وسكناته داخل منزله المرصود من قبل الحاجز المجاور.

ثلاثمئة وأربعون مدني، عدد الذين أصيبوا بنيران قناصات النظام وميليشيا “حزب الله”، حسب إحصائيات المجلس المحلي في بلدة مضايا المحاصرة منذ ما يقارب العامين، والمطوقة بأكثر من خمسة وثلاثين حاجزاً عسكرياً، وفق ما قال الناشط المدني “سمير علي”، والذي أشار في حديثه مع راديو الكل إلى تواجد قناصين محترفين مزودين بمعدات حديثة تمكنهم غالب الأحيان من ضحاياهم، الذين كانت من بينهم الطفلة “غنى” صاحبة العشر سنوات، والتي أثارت الرأي العام بأناتها وأوجاعها وفق ما تابع العلي.

كثافة النقاط العسكرية في محيط البلدة، جعلت من مهمة عناصر الدفاع المدني مهمة شبه مستحيلة، إذ لا يتوانى القناصة الموجودون باستهداف المسعفين وكل من يحاول إجلاء الضحايا والمصابين أثناء القصف، حسب ما تحدث “عمر” أحد عناصر الدفاع المدني في البلدة لراديو الكل، كذلك تقف جميع الجهات المدنية عاجزة أمام عمليات القنص التي تشل الحركة بشكل كامل في بلدتي مضايا وبقين، فيما تضيف جغرافية المكان بعداً مأساوياً على معاناة المدنيين، حسب ما أوضح عضو المجلس المحلي في البلدة “فراس الحسين”، والذي لفت إلى لجوئهم لحفر خنادق لتسهيل تنقل الأهالي، أما ناشطو البلدة فتضيع جميع جهودهم في تقليل خطر القناصات حتى البسيطة منها مثل نصب سواتر في أزقة البلدة، والتي سرعان ما تتحول إلى هدف لنيران النظام وميلشياته.

إذاً القتل قنصاً. سياسة ينتهجها النظام وميليشياته في بلدة مضايا، التي تؤوي نحو أربعين ألف مدني في حصار كامل منذ أكثر من سنة ونصف. ثم لا يدّخر جهداً في عرقلة إجلاء من يستهدفهم بنيرانه ليصبحوا شهداء مع وقف التنفيذ طالما أن حياتهم رهن باتفاقية المناطق الأربعة المشؤومة كما يعتبرها أهالي البلدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى