ما هي السكتة الدماغية؟ وما أهمية العلاج الفيزيائي للمصابين بها؟

مي الحمصي – راديو الكل

يؤدي نمط الحياة غير الصحي إلى تعريض صاحبه للعديد من الأمراض المزمنة كالضغط والقلب والسكري، ما تشكل عوامل مساعدة للإصابة بأمراض اشد خطورة وقد تكون قاتلة في بعض الأحيان كالسكتة الدماغية، والتي تعتبر رابع مسبب للوفيات والسبب الأساسي للإصابة بالإعاقة في العالم، ولاستعادة الأعضاء التي تضررت نتيجة السكتة الدماغية حركتها ينصح الأطباء بالعلاج الفيزيائي، الذي يعتبر ناجع في كثير من الحالات.

وشرح طبيب الأمراض العصبية “شيرزاد علي” أن الجلطة الدماغية هي انسداد شريان دماغي، وهي على نوعين إما أن تكون احتشائية أو نزفية، ولها نوعين من الأسباب الأول تعتبر قابلة للتغير مثل (الضغط -السكري -الكسل -السمنة -الكحول – التدخين)، أما الأسباب غير قابلة للتغيير هي (جنس المريض – عمره – وتاريخه الوراثي) أن الإصابات بين الرجال ترتفع بنسبة 25 بالمئة عن النساء فيما ترتفع نسبة الوفيات بين النساء.

وأضاف “علي” لراديو الكل أن التدخل الطبي حال الإصابة يكون خلال 12 ساعة بإعطاء حالات الخثرة واجراء قسطرة، مشددا على ضرورة اسعاف المريض فور ظهور أعراض السكتة الدماغية المتمثلة بـ (التخليط الذهني-الصعوبة في الكلام-انحراف زاوية الفم-ضعف بطرف من أطراف الجسم حسب جهة الإصابة الدماغية).

وشدد أخصائي الأمراض العصبية على ضرورة البدء بالمعالجة الفيزيائية في اليوم من الإصابة بالسكتة الدماغية، كونه هذا العلاج يعطي نتائج جيدة خلال الأشهر الستة الأولى من المرض، وبنتائج أقل خلال الأشهر الستة اللاحقة، لذا ينصح الأطباء عادة باتباع برنامج علاج فيزيائي لمدة عام بعد الإصابة، مشيرا على أن الادوية التي توصف للمريض ما بعد الإصابة بالمرض هي ملطفة لمنع تكررا الإصابة بالسكتة الدماغية لاحقا كونه بات أكثر استعدادا لذلك.

ولتفادي الإصابة بأمراض الشرايين نصح الطبيب باتباع أسلوب حياة نشيط يعتمد على الحركة الدائمة والرياضة والمشي والحرص على الحمية الغذائية التي تسمى حمية البحر الأبيض المتوسط التي تقوم على الخضار وزيت الزيتون والسمك، والابتعاد عن العوامل الضارة مثل التدخين وشرب الكحول، وضبط السكر والضغط.

في سوريا، وعلى الرغم من تضرر القطاع الطبي ابان الثورة، نظرا للاستهداف الممنهج الذي اعتمدته قوات نظام الأسد في قصف المستشفيات واعتقال الأطباء بتهمة الوفاء لقسمهم الطبي الذي يفرض عليهم علاج المرضى والجرحى، على الرغم من ذلك كله، استطاع القائمون على القطاع الطبي من مديريات الصحة التابعة للحكومة السورية المؤقتة ومن منظمات طبية عاملة في الداخل السوري من افتتاح ومتابعة العمل في العديد من مراكز العلاج الفيزيائي بما يتوافر من إمكانيات.

ففي المناطق المحررة من محافظة اللاذقية يوجد مركز للعلاج الفيزيائي يقدم خدماته لمرضى السكتة الدماغية وللأشخاص المصابين ببتور وفق مدير مديرية صحة اللاذقية الحرة الدكتور “خليل آغا”.

وإلى المناطق المحررة في محافظة حماه أوضح مدير مديرية الصحة الدكتور “عبد الله درويش” أنه لا يوجد سوى مركز واحد للعلاج الفيزيائي في المناطق المحررة بحماه، مؤكدا سعي المديرية للحصول على دعم مالي بهدف افتتاح مركز آخر.

أما في المناطق المحررة من محافظة حمص، فيوجد عدة مراكز للعلاج الفيزيائي وفق الدكتور “جمال” عضو المكتب الطبي في مجلس محافظة حمص الحرة.

وفي جنوب البلاد، أوضح مدير الصحة الحرة في محافظة درعا الدكتور “خالد العميان” أنه يوجد العديد من مراكز العلاج الفيزيائي في المنطقة.